كانت وما زالت دولة الإمارات النموذج الثابت والتجسيد الحقيقي للنهوض؛ باتخاذها هدف بلوغ العالم المتقدم مسلكاً ومنهجاً.
فهي اليوم تزاحم العالم المتحضر في كل ميدانٍ من الميادين، كما أنها النموذج الماثل أمام العالم أجمع ببلوغ السماء من الصحراء، وإلا لماذا بنت “برج خليفة” أعلى ناطحة سحابٍ في العالم؟ لا شكّ أنّ ذلكَ لم يكن يوماً مجرد كتلةٍ من الحديد والإسمنت، بل إنّ الأمر أبعدَ من ذلك، وما هو إلا دلالة على أنّ الإمارات قيادةً وشعباً تضع السماء نصب أعينها، تطاولها على أرضٍ ثابتةٍ من الصحراء العربية.
لم تقف الإمارات يوماً عند إنجازٍ من الإنجازات، بل على العكس إنما كانت خلال سني تقدمها ونهضتها منذ الولادة لا تكادُ تنهي إنجازاً حتى تكون قد أعدّت لما بعده سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعلمياً وإنسانيّاً، حتى إنّك لتجد رجال الإمارات وقادتها يسابقون الزمن في بناء الدولة ورفعتها، بما يفسّر تلك النهضة الإماراتية التي منذ تأسيسها اتسمت بكونها قفزات نوعية، فما يتطلب عقوداً من الزمن أُنجِزَ بسنواتٍ قليلةٍ وما يتطلّب سنواتٍ أنجِزَ بأشهرٍ، حتى بلغت الإمارات ما بلغته اليوم ولا كلمة على رايتها وشفاه قادتها وسواعد أبنائها إلا “هل من مزيد؟!”.
ما يُحسبُ للإماراتِ في كلّ إنجازاتها أنّها تضع نصب عينيها الإنسانيّةَ جمعاء من جهة وعروبتها من جهةٍ أخرى، فلا يكونُ الإنجاز الإماراتي إماراتياً وحسب، بل إنّ إنجازاتها لطالما كانت إماراتية عربيّة إنسانيّة، فسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، حفظهما الله، لم يتخذا شعارهما للإمارات فحسب، بل كانَ شعارهما وطنياً وقوميّاً وإنسانياً، فكانَ “العرب إلى المريخ”، في دلالة واضحةٍ لا تحتمل اللبس على أنّ الإمارات تخطو إلى إنجازاتٍ إماراتية عربيةٍ إنسانيّةٍ.
ففي مسبار الأمل ووصول الإمارات والعرب إلى المريخ قفزةٌ تجتمع بها قوة العقل والإبداع والرغبة في بلوغ المدى مجداً بقوة الإرادة والعزم والإخلاص في العمل من أجل بلوغ الأهداف، تمثلاً لقول من أقوال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الكثيرة التي ترسم خطاطات المنهج الإماراتي على المستويات كافة: “الحدث الذي أتذكّره دائماً هو ذلك الحدث الذي لم يحدث”، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ التفكير بالإنجاز ينتهي فور الفراغ منه والالتفات لإنجاز آخر يدعم ويثبت وينقل البلاد إلى الأمام، مستنداً إلى تلك الإنجازات التي تمت لترتسم ملامح الدولة بالإبداعات الخلاقة.
نعم، فاليوم الإمارات إلى المريخ والعرب إلى المريخ والإنسان إلى المريخ، وهو ما يجعل من الإمارات العربية المتحدة في مصاف العالم المتقدم المتحضر التكنولوجي النيّر بعباءة العرب وشموخهم وأنفتهم، ليجتمع لها المجد والفخار اللذان يليقان بكلّ عربيٍّ على مدى التاريخ وعلى شرفات المستقبل.