سياسة

أعنف هجوم لحزب الله على قاعدة حيفا: مقتل جنود إسرائيليين


أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل أربعة جنود واصابة أكثر من 50 آخرين في هجوم مباغت هو الأكبر منذ بداية المواجهة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل شنّته مسيّرة تابعة للحزب الله مساء الأحد على قاعدة عسكرية للواء غولاني جنوب حيفا، فيما توعدت الجماعة الشيعية المدعومة من إيران الدولة العبرية بمزيد من الهجمات إذا واصلت الاعتداء على لبنان.

وقال حزب الله إنّ المقاومة “تعد العدو بأن ما شهده اليوم (أمس الأحد) في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا”، معتبرا الهجوم “عمليّة نوعية ومركّبة”.

وأوضح أنّ مقاتليه أطلقوا “عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة الإسلامية أسرابا من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا”.

وتابع أنّ “المسيّرات النوعية… وصلت إلى هدفها وانفجرت في الغرف التي يوجد فيها عشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان”.

من جهته قال جهاز إسعاف إسرائيلي إن أكثر من 60 شخصا أصيبوا جنوب حيفا، حيث قال حزب الله إنه استهدف معسكر تدريب للجيش بمسيّرات. وجاء في بيان للجهاز “بمساعدة فرق الإسعاف التابعة لمنظمة يونايتد هاتسالا، قدمنا المساعدة لأكثر من 60 مصابا بجروح”.

وأعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا بقذائف المدفعية قوات إسرائيلية أثناء محاولة “تسلل” إلى جنوب لبنان فجر الاثنين، وقاموا بإطلاق صواريخ نحو تحركات عسكرية أخرى.

وقال إنه “أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للعدو إلى الأراضي اللبنانية من جهة بلدة مركبا استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية” فجر الاثنين، مشيرا في بيانات أخرى إلى أن عناصره شنّوا هجمات صاروخية على تحركات عسكرية إسرائيلية منها في منطقة اللبونة الجنوبية.

من جانبه اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الإثنين أن الهجوم  كان “صعبا ومؤلما” مضيفا “نحن في حرب، وهجوم على قاعدة للتدريب في الجبهة الداخلية هو أمر صعب ونتائجه مؤلمة”، وذلك أثناء تفقده قاعدة التدريب المستهدفة.

وعصر الأحد، أفاد الحزب بأن مقاتليه اشتبكوا مجددا “من المسافة صفر” مع قوة إسرائيلية في بلدة لبنانية حدودية، على وقع مواصلة إسرائيل محاولاتها منذ نهاية الشهر الماضي التوغل برا في المنطقة.

وكان الحزب أعلن في وقت سابق أن مقاتليه خاضوا معارك “بأسلحة رشاشة وصاروخية وقذائف مدفعية” مع القوات الإسرائيلية في ما لا يقل عن أربع بلدات حدودية.

وأكد الجيش الإسرائيلي خوض “معارك مباشرة”، معلنا أسر مقاتل من حزب الله في نفق في جنوب لبنان حيث يشن هجوما بريا منذ 30 سبتمبر/ايلول.

ويعتبر هجوم الأحد الأكبر من نوعه بعيدا عن خط المواجهة منذ بداية الحرب. كما يشير إلى أن حزب الله لا يزال يتمتع بقدرة على المباغتة رغم حالة الارتباك بعد اغتيال كبار قادته.

وقال حزب الله إن العملية جاءت في إطار الرد على غارات استهدفت بيروت ومناطق أخرى، وأورد في بيان إن مقاتليه نفذوا “عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا”، وذلك “ردا على الاعتداءات الصهيونية وخصوصا على أحياء النويري والبسطة في بيروت وباقي المناطق اللبنانية”.

وقال إن العملية جاءت تحت نداء “لبيك يا نصر الله“، في إشارة إلى أمينه العام حسن نصرالله الذي قتل بغارة اسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عدد الجرحى إثر انفجار طائرة بدون طيار في حيفا ارتفع إلى 67، بينهم 4 في حالة قاتلة (حرجة جدا) بعد أن كان 39 جريحا. وأضافت الإذاعة أن الجيش فتح تحقيقا بشأن عدم تفعيل صفارات الإنذار حين اقتحمت المسيّرة منطقة شمالي إسرائيل.

ونقلت القناة الرسمية الخاصة بالجيش الإسرائيلي على تلغرام، عن المتحدث العسكري قوله إن سلاح الجو “اعترض طائرة مسيّرة في المجال البحري الشمالي تم إطلاقها من الأراضي اللبنانية”.

بدورها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يحقق في سبب عدم انطلاق صافرات الإنذار مساءً، قبيل الغارة التي شنتها طائرة مسيّرة على بلدة بنيامينا التابعة لحيفا في شمال إسرائيل.

وأفادت “هآرتس” في وقت سابق الأحد، تأكيد منظمة “داود الحمراء” الإسعافية أنه لم يتم تشغيل صافرة إنذار في المنطقة المستهدفة. فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن حزب الله “أطلق 3 مسيّرات” باتجاه إسرائيل، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية إحداها بعد إنذارات في الجليل الغربي، بما في ذلك عكا ونهاريا، لكن “إحدى الطائرتين من دون طيار اخترقت عُمق إسرائيل ووقع الانفجار في منطقة بنيامينا دون إطلاق إنذار”.

ومنذ بداية صباح الأحد كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان ووسّعت نطاقها، بينما خاضت قواتها معارك مع مسلحين من الحزب عبر الحدود.

وقال حزب الله إنّ مقاتليه اشتبكوا مجددا “من المسافة صفر” مع قوة إسرائيلية في بلدة لبنانية حدودية، على وقع مواصلة إسرائيل محاولاتها منذ نهاية الشهر الماضي التوغل برا في المنطقة.

وقال حزب الله في بيان “بعد رصد دقيق لمحاولة من قوات العدو الإسرائيلي التسلل إلى أطراف بلدة ميس الجبل عند الساعة 7:30 من مساء الأحد”، كمن مقاتلوه للقوة “وأمطروها بِوابلٍ من القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة ودارت مع القوة المُتسللة اشتباكات عنيفة من المسافة صفر”، مشيرة إلى أن مقاتليها “أوقعوا أفرادها بين قتيلٍ وجريح”.

كذلك، أعلن حزب الله استهداف قاعدة “حوما” الاسرائيلية في الجولان السوري ‏المُحتل بصلية صاروخية، كما استهدف تجمعًا للجنود في مستعمرة المنارة.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، بالإضافة إلى عمليات توغل بري في الجنوب.

وفي وقت سابق من الأحد، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأمم المتحدة إلى إبعاد قوات اليونيفيل في لبنان “عن “الخطر فورا”، ونددت الأخيرة بـ”انتهاكات مروعة” تواجهها.

واتهم نتانياهو قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان بأنها تعمل كدروع بشرية لحزب الله، بعد إصابة خمسة من أفراد القوة جراء ضربات إسرائيلية في الأيام الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى