إذا تراجع عن اجتياح رفح.. بن غفير يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو
هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الاثنين بإسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حال أنهى الحرب المتواصلة على غزة منذ 6 أشهر دون شن هجوم عسكري واسع على مدينة رفح (جنوب) وسط حديث عن تقدم مفاوضات اطلاق الرهائن.
وقال بن غفير وهو يميني متطرف، عبر منصة “إكس” “إذا قرر رئيس الوزراء إنهاء الحرب دون شن هجوم واسع النطاق على رفح لهزيمة حركة حماس، فلن يكون لديه تفويض لمواصلة عمله كرئيس للوزراء”.
وبزعم أنها “المعقل الأخير لحماس“، أعلن نتنياهو مرارا نيته اجتياح رفح (على الحدود مع مصر)، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها. ويأتي تهديد الوزير المتطرف على وقع تقارير عن احتمال حدوث اختراق في مفاوضات إسرائيل غير المباشرة مع “حماس” للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار رغم نفس الحركة الفلسطينية لذلك.
وخلال الأشهر الماضية، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بن غفير ووزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش منعا نتنياهو من التوصل إلى اتفاق مع حماس تحت تهديد الانسحاب من الحكومة.
وفي حال انسحاب حزبي بن غفير وسموتريتش، وهما “القوة اليهودية” و”الصهيونية الدينية” على الترتيب، فستسقط الحكومة الائتلافية القائمة منذ ديسمبر/كانون الأول 2022.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من مئة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
ويواجه نتنياهو تراجعا كبيرا لشعبيته واتهامات بالفشل في إدارة الحرب في مواجهة حركة حماس حيث أظهر استطلاع للرأي الأحد، أن غالبية الإسرائيليين يرون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، “لا يدير الحرب على قطاع غزة بنحو جيد”.
نتنياهو لا يدير الحرب على قطاع غزة بنحو جيد
وأشار الاستطلاع الذي نشرت نتائجه هيئة البث العبرية الرسمية الأحد إلى أن “68 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو، لا يدير الحرب على غزة، بنحو جيد، فيما قال 29 بالمئة بأنه يديرها بشكل جيد، بينما قال 3 بالمئة إنهم لا يعرفون”. وذكر أن 45 بالمئة من الإسرائيليين يُحمّلون نتنياهو مسؤولية أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما يُحمّل 35 بالمئة منهم قيادة الجيش المسؤولية، و3 بالمئة وزير الدفاع يوآف غالانت، أما الباقون فرفضوا الإجابة.
وبحسب استطلاع الرأي طالب 42 بالمئة من الإسرائيليين، نتنياهو، بالاستقالة فورًا نتيجة أحداث السابع من أكتوبر، فيما قال 29 بالمئة إنه عليه الاستقالة، لكن بعد انتهاء الحرب، بينما قال 21 بالمئة فقط إن عليه الاستمرار بمنصبه رغم الأحداث.
ويتظاهر آلاف الإسرائيليين بشكل يومي في أنحاء البلاد، للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، واستقالة حكومة بنيامين نتنياهو، وإبرام صفقة تبادل أسرى.
ويتهم أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، نتنياهو بعرقلة جهود التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى صفقة تبادل، مقدما مصالحه السياسية.
وتواصل قطر ومصر والولايات المتحدة جهودها بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين “حماس” وإسرائيل، بعد الصفقة الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، بينما تقّدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، في حين أعلنت حركة حماس مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.