إيران

إيران تعود إلى سياسة استهداف الممرات البحرية كورقة مساومة سياسية


 اعترض الحرس الثوري ناقلة المنتجات النفطية “تالارا” خلال مرورها من مضيق هرمز واقتادها إلى المياه الإيرانية اليوم الجمعة، في أول تقرير عن احتجاز طهران ناقلة منذ الضربات الإسرائيلية الأميركية على إيران في يونيو/حزيران، ما يؤكد استعدادها لاستخدام أمن الملاحة كأداة ردع ومساومة في مواجهة الضغوط، مما يرفع من حالة عدم اليقين في أهم ممر مائي لنقل الطاقة في العالم.

وقال مسؤول أميركي إن الناقلة التي ترفع علم جزر مارشال كانت تبحر قبالة سواحل الإمارات من الشارقة في طريقها إلى سنغافورة محملة بشحنة من زيت الغاز عالي الكبريت .

وأكد أن الواقعة كانت مفاجئة في ضوء توقف إيران عن تنفيذ مثل هذه العمليات في الأشهر القليلة الماضية. وكان يُعرف عن طهران في الماضي اعتراضها للسفن في الخليج.

ويعد مضيق هرمز، أهم شريان للنفط في العالم، وغالبا ما تؤدي عمليات احتجاز السفن والناقلات من قبل الحرس الثوري الإيراني، فوراً إلى اضطراب في أسواق الطاقة العالمية ويثير المخاوف من تعطل الإمدادات. ومن المرجح أن يرد الأسطول الخامس الأميركي، القيادة المركزية للقوات البحرية، بزيادة الدوريات والوجود العسكري في المنطقة، وربما العودة إلى خطط مرافقة السفن التجارية بشكل مباشر لحماية حرية الملاحة.

وقلصت إيران أنشطتها العسكرية في المنطقة منذ القصف الإسرائيلي الذي استمر 12 يوما في يونيو/حزيران، والذي انضمت إليه الولايات المتحدة.

ولم يصدر أي تأكيد رسمي من طهران بشأن الواقعة، فيما لم ترد وزارتا الخارجية الإماراتية والإيرانية حتى الآن على طلبات للتعليق.

وقالت شركة كولومبيا شيب ماندجمنت المشغلة للسفينة في بيان “انقطع الاتصال نحو الساعة 8:22 بالتوقيت المحلي (04:22 بالتوقيت العالمي المنسق) اليوم الجمعة… على بعد نحو 20 ميلا بحريا من ساحل خورفكان بالإمارات”. ويعادل التوقيت العالمي المنسق أو الموحد توقيت غرينتش.

وأضافت الشركة أنها تعمل بشكل وثيق مع الجهات المعنية، ومنها أجهزة الأمن البحري والشركة المالكة للناقلة، لاستعادة الاتصال.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن هذه الواقعة “يُعتقد أنها من تدبير دولة وإن السفينة تتجه إلى المياه الإقليمية الإيرانية”. وقال الجيش الأميركي في بيان إنه على علم بالوقعة ويراقب الوضع عن كثب.

وذكرت مجموعة فانغارد البريطانية لإدارة المخاطر البحرية ومصادر في قطاع الأمن البحري أن الحرس الثوري اعترض الناقلة في البحر وأعاد توجيهها نحو الساحل الإيراني.

وعلى مدى السنوات الماضية احتجزت طهران مرة تلو الأخرى سفنا تجارية في مياه الخليج مشيرة في كثير من الأحيان إلى مخالفات بحرية مثل الاشتباه بعملية تهريب أو مخالفات فنية أو نزاعات قانونية.

زر الذهاب إلى الأعلى