سياسة

الإخوان بين طموحات أنقرة وأجندة طهران.. أي مستقبل ينتظرهم؟


طرح الكاتب الأردني حسين الرواشدة سؤالاً هو: هل لدى الإخوان المسلمين قابلية للتوظيف من قبل المشروعين التركي والإيراني اللذين يتصارعان لاقتسام مناطق النفوذ في منطقتنا العربية؟

وقال الرواشدة في مقالة نشرها عبر صحيفة (الدستور) الأردنية بعنوان “هل وقع الإخوان المسلمون في الفخ؟”: لكي نجيب عن السؤال نحتاج لاستدعاء بعض الخلفيات والمستجدات. فبعد حرب 7 تشرين الأول (أكتوبر) “طوفان الأقصى” تمكنت إسرائيل من إضعاف تنظيمات المقاومة المسلحة. وتفكيك وحدة الساحات، ووجدت طهران نفسها أمام خسارة استراتيجية .بعد قصّ أذرعها في المنطقة، وخرجت تركيا من مرحلة الانكفاء وبدأت بالتمدد عبر البوابة السورية، وفي موازاة انحسار الحزام الشيعي ظهرت مجدداً ملامح جديدة لهلال سنّي مُشبّع بأنفاس “الخلافة الإسلامية”. ولا يتوقع الكثيرون أن تقبل إيران بالخسارة، ومن المرجح أن تحاول مجدداً استعادة جزء من نفوذها. سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا أو العراق، كما لا يتوقع الكثيرون أن تتخلى أنقرة عن فرصتها التاريخية في التمدد، أو على الأقل بفرض حضورها على خارطة المنطقة.

‏وأضاف: إذا صحّت هذه الافتراضات، وهي بتقديري صحيحة، فإنّه لا يوجد “ناقل استراتيجي” يمكن للمشروعين الإيراني والتركي الاعتماد عليه أفضل من تنظيم “الإخوان المسلمين”. ووفق معلومات فإنّ حوارات جرت في هذا السياق. وتمّ طرح بعض العروض السياسية وجرى التوافق عليها، وأكثر من ذلك فإنّ استخدام بعض “الكودات” في خطاب الإخوان بالشارع؛ باعتبارهم ممثلين للمقاومة. وحماس تحديداً، واحتفاءهم بقيادة سوريا الجديدة، ومحاولاتهم التواصل مع بعض المسؤولين في روسيا، وتثوير الشارع في مصر، وتبنّيهم لعمليات عسكرية عبر الحدود الأردنية ضد إسرائيل. كل هذه الرسائل وغيرها كانت واضحة، ومفادها أنّهم جاهزون للتشبيك مع طهران، أوّلاً بذريعة إمداد المقاومة وإعادة إنعاشها (خاصة في الضفة الغربية)، ومع أنقرة، وثانياً لتثبيت أقدام حكم الشرع في سوريا.

وتابع الكاتب الأردني: يخطئ الإخوان المسلمون إذا وضعوا أقدامهم في هذا “الفخ”. أو إذا دفعتهم نشوة انتصار الإسلام السياسي من جهة. ومحاولة إنعاش المقاومة من جهة أخرى، إلى الوقوع بين فكّي كماشة إيران التي تحاول تعويض خساراتها، أو أنقرة التي تحاول تعظيم أرباحها وإنجازاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى