الإرهاب الحوثي.. العبث يعني النهاية!
يبدو أن نظرية الحوثيين حول قدرتهم على اقتلاع صنعاء وإقلاق المنطقة أصبحت تواجه فرضيات معقدة.
لذلك هم يلجؤون إلى مهاجمة أهداف مختلفة في الخليج، وما تعرضت له الإمارات من اعتداء إرهابي حوثي يأتي في سياق اعتقاد الحوثيين الواهم بأنهم يمكن أن ينشروا إرهابهم في كل المنطقة، والسؤال هنا: لماذا الإمارات وفي هذا التوقيت؟
دولة الإمارات كانت ولا تزال أحد أهم أركان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، ولم تغير الإمارات عبر هذه السنوات موقفها من ضرورة التخلص من الانقلاب الحوثي في اليمن، إنقاذا للشعب اليمني الشقيق، إذ سخّرت كل إمكاناتها الدبلوماسية لحث العالم على اتخاذ موقف حازم ضد مليشيا الحوثي، كما شاركت الدبلوماسية الإماراتية دول الخليج العربي في أن وجود جماعة إرهابية حوثية في اليمن يشكل خطرا على الأمن الإقليمي كله.
قراءة التوقيت عملية مهمة، فمليشيا “الحوثي” ترغب في خلط الأوراق بالمنطقة، وتعتقد أنه بالإرهاب يمكنها تغيير المواقف السياسية للدول، كما أن مشاعر الحوثيين وإحساسهم بيقظة الشعب اليمني والتحركات العسكرية الأخيرة ضدهم أربكت التفكير الحوثي وجعلته يرتكب خطأ كبيراً باعتدائه الإرهابي على الإمارات بهذه الصورة الحمقاء.
الحوثيون بإعلانهم مسؤوليتهم عن هذا الاعتداء الإرهابي هم في الحقيقة يكتبون فصولهم الأخيرة في صنعاء، وسوف تتضاعف الرغبة الخليجية والعربية من أجل التخلص من هذه المليشيا الإرهابية.
العقاب الإماراتي للحوثيين كان وسيكون مؤلما وستدفع هذه المليشيا الثمن غاليا، وهذا سياق طبيعي، فالإمارات دولة لها مكانتها ولن تسمح لهذا العبث الحوثي بالمرور بمتفجراته عبر طائرات مُسيّرة، ولذلك فإن الخيار الأمثل للمنطقة كلها أن يتم التخلص من هذه المليشيا وإعادة اليمن لليمنيين ودعم منظوماته السياسية.. فاليمن سيظل غير مستقر بوجود مليشيا الحوثي داخله، والتي تحتمي في صنعاء، ولن تتوقف عن محاولات زعزعة الاستقرار في المنطقة.
استمرار التقدم العسكري في اليمن وصولا إلى صنعاء ومحاصرة الحوثيين هو المطلب المُلح الآن من أجل إنقاذ اليمن من مليشيا تعتمد الإرهاب في سلوكها، فالتحالف العربي يمتلك الاتجاه الموحد نحو تخليص اليمن من هؤلاء الإرهابيين، وهذا هو الخيار الأكثر فاعلية، لأن بقاء هذه المليشيا في اليمن سيخلق سلسلة أزمات ستنعكس على أمن العالم كله.
الاعتداء الإرهابي الحوثي على الإمارات لن يغير المعادلة السياسية، التي تنتهجها دولة الإمارات في التعامل مع أزمة الشعب اليمني، فدعم الشرعية ودعم التحالف العربي وإعادة اليمن إلى سياقه الطبيعي قضية لا تقبل النقاش لدى كل دول الخليج، ومهما كانت التحديات والسيناريوهات حول تطور المواجهة، فإن القاعدة الثابتة في هذه الأزمة هي أن المنطقة بأكملها لن تقبل بوجود مليشيا الحوثي الإرهابية مهما كان من يدعمها أو يسهل لها الوجود في اليمن لتحكم صنعاء، لأن في ذلك تهديدا استراتيجيا خطيرا للإقليم بأكمله.