التهمة غولن… السلطات التركية تعتقل 34 شخص
اعتقلت السلطات التركية، أمس الخميس، 34 شخصًا بسبب الاحتجاجات الطلابية، ومزاعم الانتماء لجماعة رجل الدين فتح الله غولن.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني جاغ” المعارضة ألقت السلطات بمدينة إسطنبول، القبض على 20 مواطنًا بزعم الانتماء لغولن.
وقالت إدارة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية الأمن في إسطنبول، إنها توصلت لعناوين 28 مشتبهًا لم يتم القبض عليها في عمليات استهدفت “أتباع تنظيم غولن الإرهابي”.
وعلى إثر ذلك داهمت فرق مكافحة الإرهاب عناوين المشتبه بهم، لتقوم باعتقال 20 منهم فيما لا يزال البحث جاريا عن الباقين.
وتتهم أنقرة الداعية التركي المقيم في بنسلفانيا الأمريكية، فتح الله غولن بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة، عام 2016، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، فيما ترد المعارضة التركية أن أحداث ليلة 15 يوليو/تموز كانت “انقلاباً مدبراً” لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، بتهمة الاتصال بجماعة غولن، فضلا عن فصل كثير عن أعمالهم في الجيش والجامعات، وغيرها من الوظائف الحكومية، بموجب مراسيم رئاسية.
ومنذ مسرحية الانقلاب، أطلقت تركيا حملة “تطهير” شملت كافة القطاعات العامة وأسفرت عن اعتقال نحو 80 ألف شخص في انتظار المحاكمة، وعُزل أو أوقف تعسفيا عن العمل حوالي 170 ألفا من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة وغيرهم، بموج مراسيم رئاسية كانت تصدر عن أردوغان مباشرة.
ولم يتم حتى اليوم نشر تقرير تقصي الحقائق حول المحاولة الانقلابية الذي انتهى منه البرلمان عام 2017
احتجاجات الطلاب
على الصعيد نفسه أعلن مكتب والي إسطنبول، أن قوات الأمن ألقت القبض على 14 طالبًا من جامعة “بوغازيتشي-البسفور”، بسبب احتجاجهم ضد رئيس الجامعة المعين، محمد ناجي إنجي.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن المكتب، نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة “برغون” المعارضة، وتابعته “العين الإخبارية”.
وزعم البيان أن من بين من تم ضبطهم 8 أشخاص ليسوا من طلاب الجامعة.
واحتج مجموعة من الطلاب على اعتقال أصدقائهم خلال مسيرات احتجاجية في الحرم الجنوبي من الجامعة، وتدخلت الشرطة في إطار ذلك واعتقلت العديد من الأشخاص.
ويواصل أساتذة وطلاب وعمال جامعة “بوغازيتشي/البوسفور” بإسطنبول احتجاجاتهم على قرار أردوغان، الصادر في أغسطس/آب الماضي، والخاص بتعيين البروفيسور، محمد ناجي إنجي، رئيسًا للجامعة، خلفًا لرئيسها السابق، مليح بولو الذي تمت إقالته بعد موجة احتجاجات استمرت لأشهر.
تفجير الاحتجاجات
وفجّر تعيين بولو، الأكاديمي والمرشح السياسي السابق، رئيسا للجامعة انتقادات ومظاهرات بوصفه خطوة غير ديمقراطية.
وامتدت الاحتجاجات التي اندلعت بسبب القرار في أوائل يناير/كانون الثاني الماضي إلى العديد من المدن والولايات التركية الأخرى، من بينها إزمير، والعاصمة أنقرة.
وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على موجة الاحتجاجات الأولى بالجامعة، حيث وصفت ما يحدث داخلها بـ”حرب” يهدف أردوغان من خلالها إلى السيطرة على الجامعة.
وأعربت المعارضة التركية عن إدانتها الشديدة لطريقة تعامل النظام مع الاحتجاجات الطلابية، مطالبة أردوغان بالتراجع عن القرار، والاعتذار للطلاب لا سيما بعد أن وصفهم بـ”الإرهابيين” هو وحليفه دولت باهتشه لي.a
وهاجم أردوغان الطلاب في وقت سابق، واصفا إياهم بـ”الإرهابيين”، متعهداً بشن حملة على المظاهرات المعارضة لتعيين بولو.