اخترنا لكم

الحلول السياسية.. طريق إنهاء النزاعات


في عالم السياسة.. تختلف طرائق التعاطي مع أحداث الساعة، وتطورات الأوضاع وتدافع الدول وتضارب المصالح واحتواء الخلافات.

من حوار وتفاوض ودبلوماسية، سعياً لتجنب الصدام والحرب وما يتلوها من خسائر مادية وبشرية.

وقد لفت انتباهي ما ذكره المستشار الدبلوماسي معالي د.أنور محمد قرقاش الجمعة، في كلمة متلفزة ودرس دبلوماسي قال فيه: “إن الحلول السياسية هي الطريق لإنهاء النزاعات في المنطقة، والحوارات تعزز العلاقات بين الدول التي تتقاسم رؤى التعاون في المستقبل في العديد من المجالات، لإعادة الاستقرار للمنطقة”، في إشارة تجسد إيماناً عميقاً بضرورة تغليب الحوار والسلام في مواجهة التعنت والعداء .

ولعل الكلمة تأتي في وقت تتضاءل فيه الرغبة والاستعداد في الحوار وتغليب العمل الدبلوماسي يوماً بعد يوم في منطقة الشرق الأوسط، بسبب استمرار وتدفق الأزمات التي لا يُرى أفق واضح لنهايتها.

قبل ميثاق الأمم المتحدة كانت الدول تميل إلى حل منازعاتها عن طريق العمل العسكري، كمظهر من مظاهر السيادة في ذلك الوقت، لكن تسوية النزاعات تغيرت بشكل كبير؛ حيث يلزم القانون الدولي الدول بتسوية منازعاتها بالطرق السلمية المباشرة وغير المباشرة، في عملية تقوم على الأخذ والعطاء والتوازن بين أطراف التفاوض .

لقد أثبتت الدبلوماسية نجاعتها في حل مشكلات العالم على مر العصور بهدف نزع فتيل الحروب، ولنا في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية أكبر مصدق؛ حيث جنب الحوار والدبلوماسية العالم من الوقوع في براثن الحرب مرات عديدة، وليست البلدان العربية بمعزل عن ذلك، فقد أفضت المحاولات الدبلوماسية إلى حلحلة كثير من الملفات الشائكة في مناطق التوتر بالحوار والجلوس الصادق على طاولة المفاوضات، ولا شك أن إظهار القوة جزء من الدبلوماسية، لكن الدول القوية هي تلك التي تستطيع تحقيق أهدافها بالتواصل والحوار من دون أن تخسر أي شيء .

يرى البعض أن الدبلوماسية هي استمرار الحرب بوسائل أخرى، لكن بقوة ناعمة تعظم المكاسب وتقلل الخسائر، وهي ذاتها التي تجعل الدول تعزز من قدراتها العسكرية في وقت تقيم فيه علاقات طيبة وتعاون مستمر، لكن ما لا شك فيه أن هدف الدبلوماسية الأسمى هو تغليب السلام على الحرب حتى لا تكون الأخيرة هي المخرج الوحيد من أجل التغيير .

ختام القول.. إن التفاعلات الدولية تفرض بالضرورة حالة من الشد والجذب، التعارض والتوافق، فيما يبقى السلام مطلب الشعوب دائماً، والحرب آخر الخطوات التي يمكن اتباعها، لكنها ضرورة متى ما كانت حتمية، للحفاظ على المصالح العليا للشعب ومصيره ومستقبله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى