القرداحي يستقيل رسميا من منصبه
رضخ وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بعدما آثر التعنت لأسابيع، للضغوط، وقرر تقديم استقالته، ظهر اليوم الجمعة.
وفي تصريح له قال قرداحي لوسائل إعلام لبنانية إنه سيعقد اليوم الجمعة عند الساعة الواحدة مؤتمرا صحفيا لإعلان الاستقالة، وذلك قبل يوم من وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جدة، في زيارة للسعودية.
وأصبحت استقالة قرداحي في حكم الواقع، إذ شرع تيار المردة، الذي اختاره وزيرا في الحكومة، في البحث عن اسم بديل لخلافته، فيما سيكلف مؤقتا وزير التربية عباس الحلبي بمنصب وزير الإعلام بالوكالة.
اعترف قرداحي في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أن استقالته قد تساعد على “حلحلة الأزمة” بين لبنان والسعودية.
كما قالت مصادر لوكالة رويترز، إن الاستقالة تأتي لفتح باب التفاوض قبيل الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي ماكرون للسعودية في ظل الأزمة القائمة بين لبنان وبعض دول الخليج بعد تصريحات لقرداحي بشأن حرب اليمن، والتي اعتبرتها السعودية “مسيئة”.
وباستقالته يكون قرداحي قد جنب الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية ميشال عون، حرجا كبيرا عاش في البلد لأسابيع، بعد سقطة الوزير الذي هاجم السعودية، ودول التحالف العربي، معتبرا أن اعتداءات مليشيات الحوثي على المملكة دفاع عن النفس.
وفي وقت سابق، أكد جورج قرداحي أنه غير متمسك بمنصبه، لكن موضوع الاستقالة من عدمه يجب أن يقرر خلال جلسة لمجلس الوزراء.
ولا يزال لبنان يعيش على وقع أزمة تصريحات قرداحي التي تسببت في أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول الخليج بعد مشاركته في برنامج حواري على منصة تابعة لشبكة الجزيرة أعرب فيه عن دعمه لجماعة الحوثي الانقلابية وتبريره للهجمات الإرهابية التي تشنها ضد المملكة وأدلى بحديث مسيء بحق الرياض.
وردا على تلك التصريحات استدعت السعودية سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها، في خطوة ما لبست دول خليجية أخرى في اتباعها تضامنا مع الرياض.
وأعلنت الحكومة اللبنانية مرارا عن “رفضها” تصريحات قرداحي، ودعاه رئيسها نجيب ميقاتي أكثر من مرة لـ”تغليب المصلحة الوطنية”، في إشارة ضمنية إلى استقالته، إلا أن وزير الإعلام رفض الاعتذار.