الكشف عن أماكن قادة حماس في غزة
عرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تزويد إسرائيل بـ “معلومات استخباراتية حساسة” حول مكان وجود كبار قادة حماس إذا وافقت على تأجيل العملية العسكرية الكبرى التي هددت بها منذ فترة طويلة في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة.
عروض أمريكية
ونقلت “الجارديان” البريطانية، عن أربعة مصادر قولهم: إن الولايات المتحدة عرضت المساعدة على إسرائيل في الكشف عن أماكن قادة حماس وتقديم معلومات استخباراتية حساسة للغاية إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي تتعلق بمواقع الأنفاق السرية، مقابل توقف إسرائيل عن الاجتياح البري لمدينة رفح.
وأفادت الصحيفة البريطانية، أن الإدارة الأمريكية عرضت على إسرائيل أيضًا المساعدة في إقامة مخيمات كبيرة للفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من رفح، والمساعدة في بناء البنية التحتية لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة وتوفير بيئة مناسبة للنازحين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية مطلع على المناقشات، قوله: إن إسرائيل قدمت ضمانات بأن قوات الدفاع الإسرائيلية لن تدخل رفح قبل إجلاء حوالي 800 ألف من ما يقدر بنحو مليون فلسطيني يحتمون هناك وسط الحرب المستمرة في غزة.
وأكدت الصحيفة، أنه يبدو أن تعليقات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحفي أواخر الأسبوع الماضي، تتماشى مع المعلومات الأمريكية، على الرغم من أنه أشار إلى أن مثل هذه المعلومات الاستخبارية تم تقديمها بالفعل إلى إسرائيل.
وقال كيربي: “يمكننا أيضًا، في الواقع، مساعدتهم على استهداف القادة، بما في ذلك زعيم حماس يحيى السنوار، وهو ما نقوم به بصراحة مع الإسرائيليين بشكل مستمر”.
تناقضات إسرائيلية
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية اعترفوا بأن يحيى السنوار غير موجود في مدينة رفح، مستشهدين بتقييمات استخباراتية حديثة وضعت زعيم حماس في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، وبالرغم من ذلك تصر حكومة الاحتلال على غزو مدينة رفح بريًا.
وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ أشهر بشن هجوم كبير في رفح، بحجة أن العملية ضرورية لهزيمة حماس، التي لديها أربع من كتائبها الست المتبقية المتمركزة في المدينة.
وأضافت الصحيفة، أنه وفي بداية الأسبوع، شنت إسرائيل عملية للسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بحجة أنه يستخدم لأغراض إرهابية، وتم إغلاق المعبر منذ ذلك الحين، ولم تقدم إسرائيل أي جدول زمني لإعادة فتحه لتسليم المساعدات؛ وهو ما أثار غضب مصر والولايات المتحدة، ورفضت مصر طلبًا من إسرائيل بالتنسيق معها لفتح المعبر، معتبرة أن سيطرة إسرائيل على المعبر تخالف القانون الدولي.
وقال البيت الأبيض يوم الجمعة: إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الحملة ترقى إلى مستوى عملية عسكرية واسعة النطاق في المراكز السكانية في المدينة المزدحمة من النوع الذي حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنه سيقوده إلى وقف شحنات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل، وقد قام بالفعل بحجب شحنة من القنابل ذات الحمولة العالية الأسبوع الماضي وسط مخاوف من استخدامها في رفح.