اللقاء الأخير بين بايدن وشي: ما الذي تم مناقشته؟
علاقة متوترة بين واشنطن وبكين خلال وجود الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض.
وقبل شهرين من مغادرة بايدن للبيت الأبيض، جمعه لقاء بالرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في ليما عاصمة بيرو.
ونقلت وكالة “شينخوا” الصينية للأنباء عن الرئيس شي قوله خلال اللقاء إن الصين “ستسعى جاهدة من أجل انتقال سلس” في العلاقات مع واشنطن.
وأضاف شي أنه يتعين على البلدين “مواصلة استكشاف الطريق الصحيح للتفاهم وتحقيق تعايش سلمي على المدى الطويل”.
وأكد الرئيس الصيني أن رغبة بلاده في العمل مع الولايات المتحدة لم تتغير مع الانتخابات الأمريكية.
وقال شي إنه “لا يجب أن تتعامل بكين وواشنطن مع بعضهما البعض كبلدين خصمين أو عدوين”.
وهذا هو اللقاء الثالث والأخير لهما قبل أن يسلّم الرئيس الديموقراطي (81 عاما) زمام الرئاسة لخلفه الجمهوري في يناير/كانون الثاني المقبل.
وحذّر شي السبت من أن العلاقات بين البلدين قد “تشهد تقلبات وانعطافات أو حتى تراجعا” إذا اعتبر أحد الجانبين الآخر خصما أو عدوا.
وقال شي إن “المنافسة بين الدول الكبرى يجب ألا تكون المنطق الأساسي للعصر”، لكنه شدد على أن موقف بكين المتمثل في “حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية بحزم لم يتغير”، وفق ما نقلت عنه وكالة شينخوا.
في ولايته الرئاسية الأولى، انخرط ترامب في حرب تجارية مع الصين، وفرض رسوما جمركية على مليارات الدولارات من المنتجات الصينية، في خطوات ردّت عليها بكين بتدابير انتقامية.
وفي حملته الانتخابية الأخيرة، تعهّد ترامب اتّباع سياسات تجارية حمائية بما في ذلك فرض رسوم على كل الواردات، خصوصا على تلك الصينية.
من جانبه، قال بايدن إن “العلاقة بين الولايات المتحدة والصين يجب أن تقوم على المنافسة لا الصراع”.
وأكد بايدن أنه يتعين على الولايات المتحدة والصين بذل كل ما في وسعهما لمنع المنافسة بينهما من “التحول إلى نزاع”.
وقال بايدن “لا يمكن لبلدينا أن يسمحا لهذه المنافسة بالتحول إلى نزاع. هذه مسؤوليتنا، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية أعتقد أننا أثبتنا أنه يمكن الحفاظ على هذه العلاقة”.
غير أن بايدن قال لشي إنه “فخور بالتقدم الذي أحرزناه” نحو استقرار العلاقات بين واشنطن وبكين.
وتابع الرئيس المنتهية ولايته “أتذكر وجودي معك في هضبة التبت، وأتذكر وجودي في بكين وحول العالم، أولا بصفتي نائبا للرئيس ثم رئيسا”.
وأردف بايدن “لم نكن نتفق دائما، لكن محادثاتنا كانت دائما صريحة”، مؤكدا أنهما كانا “صادقين مع بعضهما”.
ومضى بايدن يقول “وأعتقد أن هذا أمر ضروري. فهذه المحادثات تساعد على تجنب الحسابات الخاطئة وضمان عدم تحول المنافسة بين بلدينا إلى نزاع”.
مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أوضح من جانبه، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ اتفقا اليوم السبت على أن اتخاذ القرارات بشأن استخدام الأسلحة النووية يجب أن يكون بواسطة البشر وليس الذكاء الاصطناعي.
وقال البيت الأبيض في بيان “أكد الزعيمان على ضرورة الحفاظ على السيطرة البشرية على قرار استخدام الأسلحة النووية”.
وأضاف “شدد الزعيمان أيضا على الحاجة إلى التفكير مليا في المخاطر المحتملة وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري بطريقة تتسم بالحكمة والمسؤولية”.
وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها البلدان مثل هذا الإعلان.
ويسعى البلدان لخفض التوتر بينهما قبل عودة تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب العائد للبيت الأبيض، بعد 4 سنوات من حكم بايدن.
وتواجه علاقات البلدين تحديات بسبب صراعات جديدة متعلقة بالجرائم الإلكترونية والشؤون التجارية والوضع في تايوان والعلاقات مع روسيا.
وهذا هو أول لقاء بين شي وبايدن منذ 7 أشهر.
وتشعر واشنطن بالغضب إزاء عملية اختراق مرتبطة بالصين لاتصالات هاتفية لمسؤولين في الحكومة الأمريكية وفي الحملات الرئاسية، كما أنها قلقة إزاء زيادة الضغوط من جانب بكين على تايوان ودعم الصين لروسيا، بحسب وكالة رويترز.
وتنفي الصين باستمرار الاتهامات الأمريكية بضلوعها في عمليات اختراق، وتعتبر تايوان شأنا داخليا كما احتجت على التصريحات الأمريكية بشأن تجارتها مع روسيا. وأحجم متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن عن التعليق.
وتعهد ترامب بفرض رسوم جمركية بواقع 60 % على الواردات من السلع الصينية ضمن حزمة من التدابير التجارية التي تتبنى شعار “أمريكا أولا”.