المغرب يتصدى لادعاءات الجزائر بشأن الصحراء المغربية في الأمم المتحدة
تصدى المغرب لادعاءات الجزائر في الجمعية العامّة للأمم المتحّدة بشان ملف الصحراء المغربية حيث تمكن السفير المغربي عمر هلال من دحض الذرائع التي قدمها السفير الجزائري عمار بن جامع لانتقاد الحكم الذاتي مشددا بشكل صارم ولا رجعة فيه ان اقليم الصحراء جزء لا يتجزا من التراب المغربي لا يمكن التفريط فيه ما وضع الطرف الجزائري في مازق انعكست في المداخلة المتشنجة لبن جامع.
وقال هلال وفق ما نقله عنه موقع هسبرس “أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بدعم أكثر من مائة دولة من كل جهات العالم. كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء“.
واضاف ان بلاده “تظل متشبثة بحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية مما سيمكن من تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية”.
وثمن السفير المغربي جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي مستورا إلى الصحراء والتي تسعى إلى إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة لحل النزاع، طبقا للقرار 2654 لمجلس الأمن مشددا في الوقت نفسه على ان “الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي لن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا، ومبنيا على التوافق”.
وكشف السفير عن الانجازات التنموية التي حققتها المملكة في اقليم الصحراء قائلا “انه في إطار النموذج الجديد لتنمية هذه الأقاليم الذي رصدت له المملكة المغربية ميزانية فاقت إلى حدود اليوم 10 مليارات دولار وتم إنجازه بنسبة 81 في المائة، تم إطلاق مشاريع عديدة للتنمية السوسيو-اقتصادية“.
واضاف “هذه المشاريع جعلت الاقاليم الجنوبية قطبا جهويا للمبادلات التجارية بين إفريقيا وبقية دول العالم قائلا ان “دي مستورا عاين شخصيا هذه الإنجازات، خلال زيارته لمدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية في بداية هذا الشهر”.
وأشار الى ان الجهود تأتي ضمن “التوجيهات السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي تضمنها خطابه بمناسبة الذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022”.
وتحدث عمر هلال عن التجاوزات التي تقوم بها الجزائر في مخيمات تندوف مشيرا الى ان “المملكة قلقة بخصوص الوضع الإنساني الكارثي الذي تعرفه المخيمات”.
وقال ان “الجزائر الدولة المضيفة فوضت سلطتها بشكل غير قانوني لجماعة مسلحة انفصالية ذات ارتباطات مؤكدة وموثقة مع شبكات إرهابية وإجرامية” في اشارة الى البوليساريو.
وطالب السفير المجتمع الدولي النظر في رفض الجزائر السماح بتسجيل وإحصاء السكان المحتجزين بالمخيمات، في انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي وللنداءات المتكررة لمجلس الأمن منذ سنة 2011.
وندد “باختلاس قيادات البوليساريو للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى المحتجزين في مخيمات تندوف، كما شهدت على ذلك تقارير المنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية؛ وآخرها برنامج الأغذية العالمي، في تقريره الصادر في يناير/كانون الثاني “2023.
ومنذ عقود تتواجه الرباط والجزائر حول الصحراء المغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يقترح المغرب منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته في حين تطالب جبهة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، بأن ينظّم فيها استفتاء لتقرير المصير.
وتسببت كلمة السفير المغربي التي أقنعت بشكل كبير المجتمع الدولي في غضب السفير الجزائري الذي طالب بحق الرد ليطلق مجموعة من الادعاءات والاتهامات التي لم تعد تنطلي على القوى الدولية والتي باتت أكثر اقتناعا بالحكم الذاتي.
وفي كلمته بالجمعية العامة جعل السفير الجزائري من نفسه بوق دعاية للبوليساريو لكي ينفي عنها صفة الإرهاب رغم الانتهاكات لتي تمارسها وعلاقتها بقوى مصنفة دوليا بانها إرهابية مشككا في الجهود التنموية التي تبذلها الرباط بشهادة العديد من المنظمات الدولية والاممية ومتذرعا بما يسميه معاناة سكان الاقليم.
وطلب السفير المغربي في المقابل حقّ الردّ على ما أدلى به نظيره الجزائري، قائلاً “لا يمكن للمرء أن يذرف دموع التماسيح ويهاجم في الوقت نفسه بلداً لا يزال يعيش مأساة” في اشارة الى تداعيات زلزال الحوز.
وأضاف “أنتم تعبّرون عن تضامنكم ودعمكم، لكنّكم في نفس الوقت تدسّون سمّكم، وتهينون الموتى، وتهينون المغاربة” في إشارة الى استمرار الجزائر في الإبقاء على رفات مغربي قتلته عمدا بذريعة دخوله مياهها الإقليمية.
وشدّد السفير المغربي على أنّ “مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه تظلّ السبيل الوحيد لطيّ صفحة هذا الصراع الإقليمي المفتعل”.
وأكّد هلال أنّ “المغرب موجود في صحرائه وسيبقى كذلك إلى انقضاء الدهر” في خطاب وصف بانه صارم تجاه نوايا الجزائر بشان الملف الذي يعتبر خطا احمر في المغرب.
ومنذ اعترفت الولايات المتّحدة في نهاية 2020 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على هذه المنطقة مقابل تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل، تخوض الرباط حملة دبلوماسية لحشد دعم دول أخرى لمواقفها حققت نجاحات كبيرة فيها.