المقاتلة تي 7 إيه ثورة تغير مسار تدريب الطيارين الأمريكيين

لأجيال، اعتمد سلاح الجو الأمريكي على طائرة “نورثروب تي-38 تالون” لتدريب الطيارين المُرشَّحين لقيادة المقاتلات والقاذفات.
ومع ذلك، من المُقرَّر أن تحل طائرة «بوينغ/ساب تي-7 إيه ريد هوك» المرتقبة محل «تي-38»، مما يُغيِّر جذريًا طريقة تدريب سلاح الجو الأمريكي لطياريه الجدد على الطيران والقتال. وذلك وفقًا لما ذكره موقع ناشيونال إنترست.
-
تكنولوجيا التخفي: مادة ثورية وراء تفوق الطائرات الأمريكية
-
سلاح الجو الأمريكي يعزز قوته بـ الشبح الجديد المتطور
منذ ستينيات القرن الماضي، أدت «تي-38» دورًا بارزًا في إعداد الطيارين الأمريكيين للحرب، غير أنها أصبحت قديمة الطراز منذ زمن بعيد. وصارت من مخلفات حقبة كان التدريب على الطيران والبقاء على قيد الحياة الهدفين الرئيسيين فيه.
وفي المقابل، صُممت طائرة «تي-7 إيه» لمحاكاة تجربة المقاتلات الحديثة، مع التركيز على إدارة إلكترونيات الطيران، واتخاذ القرارات، والإعداد التكتيكي. وبالتالي، فإن الانتقال من «تي-38» إلى «تي-7 إيه» لا يمثل مجرد تغيير في معدات التدريب، بل أيضًا تحولًا في فلسفة التدريب.
-
التشتت لمنع التدمير.. كييف تضع خطتها لحماية أسطولها الجوي المرتقب
-
النسخة الثنائية من «جيه-20» تثير قلق الغرب.. الصين ترفع سقف التحدي الجو
تتميز «تي-38» بجناح رفيع وجسم انسيابي يمنحها سرعات تفوق سرعة الصوت وأداءً استثنائيًا. لكنها صُنعت في حقبة مختلفة، اعتمدت فيها فلسفة التدريب على «الاختبار بالنيران». كما أنها تفتقر إلى أنظمة التحكم الرقمي بالطيران، مما يجبر الطيارين الجدد على ضبط المناورة والمدخلات يدويًا للحفاظ على استقرار الطائرة.
إضافة إلى ذلك، يُعد الهبوط بها صعبًا للغاية، إذ يضع الطيارين أمام تحديات متعددة، من بينها سرعات اقتراب عالية تبلغ نحو 150 عقدة، ودقة في التعامل مع معدات الهبوط الضيقة. وضعف في السيطرة على الطائرة عند السرعات المنخفضة، وهو ما يترك هامشًا ضيقًا للخطأ.
-
روسيا تغيّر قواعد اللعبة الجوية.. المسيّرات ترسم ملامح التفوق الجديد
-
الولايات المتحدة تختبر تقنيات مضادة للمسيرات: هل ينتهي عصر التفوق الجوي بدون طيار؟
كما أن قمرة القيادة قديمة الطراز وتفتقر إلى الرادار. ولا تشبه قمرة القيادة الزجاجية لمقاتلات الجيلين الرابع والخامس. وقد أوجد هذا فجوة تدريبية. إذ اكتسب خريجو برنامج تدريب الطيارين الجامعيين مهارات استثنائية في التحكم اليدوي. لكنهم واجهوا صعوبات كبيرة عند الانتقال إلى طائرات مثل «إف-15» و«إف-16» و«إف-22» و«إف-35».
أما «تي-7 إيه»، فقد جرى تصميمها لتقليص هذه الفجوة بين طائرات التدريب والمقاتلات العاملة في الخطوط الأمامية. وتتيح أنظمة التحكم الرقمي نطاق طيران أكثر أمانًا ومرونة، خاصةً عند العمل بزوايا هجوم عالية أو بسرعات منخفضة.
-
تراجع غير مسبوق.. جاهزية سلاح الجو الأمريكي في أدنى مستوياتها منذ 20 عامًا
-
كيف تغير المقاتلات المسيرة موازين القوى في الجيش الأمريكي؟
ولا يُتوقع أن تُشكّل عمليات الهبوط وأنماط الطيران — التي كانت تاريخيًا سببًا رئيسيًا لحوادث «تي-38» — مخاطرة كبيرة في «تي-7 إيه». إذ سيتاح للطيارين المتدربين تركيز أكبر على المهارات العقلية والإجرائية التي يتطلبها القتال الجوي الحديث.
قمرة قيادة «تي-7 إيه» متقدمة بأجيال على نظيرتها في «تي-38». إذ تتميز بإعداد رقمي كامل، وشاشة عرض كبيرة، ونظام تحكم يدوي بالعصا كما في المقاتلات الحديثة.
-
“كارل فينسون”.. حاملة الطائرات الأمريكية التي تجسد القوة في الشرق الأوسط
-
«الطائرة الخنزيرة».. الحارس الأمريكي الذي يجوب سماء الشرق الأوسط
إضافة إلى ذلك، زُودت بأنظمة محاكاة متطورة قادرة على تقليد عمل الرادار. وحاويات الاستهداف، ووصلات البيانات، وحتى تهديدات العدو. مما يمكّن الطيارين من خوض تدريبات قتالية أولية وهم ما يزالون على متن طائرة التدريب.
إن دخول «تي-7 إيه» الخدمة ستكون له آثار عميقة على تدريب الطيارين. إذ لن يضطر المدربون إلى استهلاك وقت وجهد كبيرين لمجرد الحفاظ على سلامة الطلاب. الأمر الذي يسمح بالتركيز على مفاهيم أكثر تعقيدًا مثل معالجة المعلومات، واتخاذ القرارات التكتيكية، وإدارة الأنظمة.