المقايضة بالنفط … حكومة رئيسي تهدر ثروات إيران
يظهر أن العقوبات الدولية تضيق الخناق على إيران بشكل لم يعد باستطاعة الدولة الفارسية تصدير منتجاتها النفطية بصورة دولية مشروعة وعلنية. ولا حتى تتمكن من استرجاع أموال تصديراتها النفطية القديمة.
مبادلة النفط بالسلع
وبعد أيام قليلة من التصريح عن إصرار سريلانكا على سداد مديونيتها النفطية لإيران منتجات “شاي” عوضا عن 251 مليون دولار.
وبين مسعود دانشمند عضو الغرفة التجارية الإيرانية عن انتكاسة جديدة بسياسات الحكومة الإيرانية حيث اعتمدت مقايضة النفط مقابل السلع. فالصين تعمد لسداد منتجات بدلاً من أموال النفط المستورد لها من إيران.
وقال مسعود دانشمند: إن الصينيين منحونا كل ما عندهم من سلع بائرة” مقابل النفط الذي استوردوه منا، وألحقوا بنا خسائر فادحة.
استيطان اقتصادي
ونبه “دانشمند”، من المبيدات الزراعية بهذه السلع البائرة. كاشفا أن المبيدات الزراعية التي ألحقت بنا كل هذا الضرر هي نتيجة المقايضة دون شروط. والصينيون عقدوا في كل بلد دخلوه، اتفاقات فيها نوع من الاستيطان الاقتصادي.
وأشار دانشمند، أن موضوع المقايضة لا ينحصر بالصين وسريلانكا فقط بل إن الهند وإندونيسيا تطمحان للحصول على النفط الإيراني الرخيص.
قائلا: إن سريلانكا عوض ديونها النفطية لإيران ستصدر إلى إيران شاي من الدرجة الثانية والثالثة. وهو شاي لا تشتريه الأسواق العالمية، على أنه شاي من الدرجة الأولى ونحن مرغمون لقبولهم منهم.
سياسة المقايضة في مواجهة العقوبات
وأعلن المسؤولون بحكومة إبراهيم رئيسي بالأشهر الأخيرة أنهم يطمحون لاحتضان سياسة مقايضة النفط مع السلع. باعتبارها سياسة فعالة لإحباط قوة العقوبات على إيران.
وبهذا الصدد، عزمت الحكومة الإيرانية بديسمبر الماضي، أن الحكومة السريلانكية ستصدر منتجات شاي بقدر 5 ملايين دولار، لإيران شهريا. وذلك عوض ديون النفط البالغة 251 مليون دولار لفائدة إيران وهي ديون قبل 9 سنوات.
منتجات مرفوضة دوليًا
بينما وضحت التقارير المنشورة عبر وسائل الإعلام الإيرانية حقيقة هذه المنتجات التي تستقبلها الحكومة الإيرانية.
مؤكدة أن رفض المنتجات الزراعية المصدرة لروسيا والهند وأوزبكستان والإمارات وتركمانستان، كان بفعل استعمال المبيدات غير القياسية. وأضافت أن أغلب المبيدات المستعملة كانت مستوردة من الصين.
وأكد رئيس لجنة مستوردي المبيدات بإيران، أن 23 بالمائة من المبيدات المستعملة والمستوردة من الصين، هي مبيدات بغاية الخطورة.
منتجات خطرة لفقراء إيران
ولفتت صحيفة إيران إنترناشيونال، أنه عقب أزمة رفض المنتجات الزراعية. قال مسؤولون إيرانيون الأيام الأخيرة: إن هذه المنتجات سيتم استعمالها بالداخل.
وبالأيام الأخيرة انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي بإيران مقاطع فيديو تبين الفلفل الحلو الذي تم رفضه من قبل روسيا.
حيث كان يجري تفريغه بمقر تابع للحرس الثوري الإيراني، على أن يتم توزيعه لاحقا بين المواطنين المحرومين بطهران.
وقالت صحيفةإطلاعات بطهران، إنه يجري توزيع بعض هذه الحمولات بالأحياء الفقيرة ببعض المدن بعناوين خاصة وأحيانًا مزيفة.
مؤكدة أنه ينبغي أن تمنع إدارة الغذاء والدواء وحماية النبات أي استهلاك محلي لهذه المنتجات.
أزمة المحاصيل الإيرانية
وأعلن قسم الإحصاء بمنظمة التنمية والتجارة الإيرانية، أن تصدير المنتجات الزراعية والغذائية للبلاد تراجع بصورة كبيرة.
حيث سجلت قيمة الصادرات من المنتجات الزراعية انخفاضا بأكثر من 15 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.