اليوم الوطني السعودي.. السعودية والإمارات “معا أبدا” لخير البلدين والمنطقة
تحل ذكرى اليوم الوطني السعودي الـ91، في وقت تمضي فيها الأخوة التاريخية والشراكة بين المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى آفاق أرحب، أضحت معها الأيام الوطنية في البلدين مناسبة عزيزة واحتفالية مشتركة، تجمع قلوب الشعبين وفرصة مهمة لتجديد الأخوة وترسيخ المحبة والانطلاق نحو مستقبل أفضل وأجمل للبلدين.
وبهذه المناسبة، عبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تهنئته للسعودية بيومها الوطني الـ91، الذي تحتفل به المملكة هذا العام تحت شعار هي لنا دار، حيث قال في تغريدة عبر تويتر: كل عام والمملكة وقيادتها بخير وعز وأمن وأمان…اليوم الوطني السعودي في كل عام هو مناسبة عزيزة علينا جميعاً.. مناسبة نجدد فيها الأخوة.. ونرسخ فيها المحبة.. وننطلق منها نحو مستقبل أفضل وأجمل لشعبين يجمعهما طموح لا يحده حدود ..معاً أبدا.
تهنئة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جاءت مفعمة بمشاعر المحبة والأخوة تعبر عن قوة العلاقة التي تجمع البلدين، التي تشهد تطورا ونموا متواصلا على الصعيدين الرسمي والشعبي.
من جانبه، عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، عن متانة تلك العلاقات، من خلال زيارته للمملكة في 19 يوليو الماضي، مؤكدا أنها علاقات أخوية راسخة، والشراكة بين الإمارات والسعودية قوية ومستمرة لما فيه خير البلدين والمنطقة.
وعلى أرض الواقع يكاد لا يمر أسبوع إلا ويجني البلدان والمنطقة ثمار تلك الشراكة الاستراتيجية والأخوة الأبدية.
4 قمم لتعزيز التعاون
شهدت الفترة الماضية زيارات متبادلة ومباحثات متواصلة بين قادة ومسؤولي السعودية والإمارات لدعم العلاقات وتنسيق الجهود وزيادة التعاون بينهما، وقبل أيام تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اتصالا هاتفيا من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي، تم خلاله بحث مسيرة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين واستعراض مجالات التعاون الاستراتيجي بينهما وسبل تعزيزه وتطويره بما يخدم المصالح المشتركة.
مباحثات هاتفية تأتي بعد نحو شهرين من زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الرياض وإجرائه مباحثات مع الأمير محمد بن سلمان لتعزيز العلاقات الأخوية المتأصلة بين البلدين، وتعد تلك القمة هي الثانية بعد القمة التي عقدت خلال الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جدة 5 مايو الماضي، والتي أكد خلالها أن العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والسعودية قوية وراسخة، وتقوم على المحبة وأواصر القربى والإيمان بوحدة المصير المشترك، مبينا أن متانة العلاقات التي تجمعهما تمثل العمق التاريخي وصمام أمان للبلدين والعرب جميعاً، فهما نموذج للاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة.
وهاتان القمتان كانتا من بين 4 قمم جمعت القيادات في البلدين على مدار عام 2021 الجاري.
وظهر خلال تلك القمم والزيارات المتبادلة التوافق الكبير بين الدولتين إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، والعمل معا على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.
وظهر أيضا توافق كبير بين الدولتين في الرؤى حول مواجهة تحديات التغير المناخي، والتعاون لمكافحة جائحة كورونا وتداعياتها.
وسبق تلك القمم وتبعها وتخللها، زيارات متبادلة واجتماعات مكثفة توثيقا للشراكة والتعاون المتزايد بين البلدين، فعلى مدار العام عقد عدة اجتماعات للجان المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في 16 مايو 2016، في قصر السلام بجدة، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
كما تم في نهاية مايو الماضي توقيع مشروع اتفاقية تأسيس جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين ترسيخا وتتويجا لعلاقات الأخوة والشراكة الاستراتيجية المتجذرة بين البلدين، وتأكيدا على المصالح المشتركة والمتنامية بين البلدين الشقيقين وشعبيهما.
الأخوة الإنسانية
الشراكة القوية والعلاقات الأخوية والتعاون بين البلدين عم نفعه الإنسانية جمعاء؛ فسبق أن دعمت السعودية مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حول اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي احتفل به العالم للمرة الأولى 4 فبراير الماضي، كما سبق أن دعمت الإمارات مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنها ولي عهد السعودية مارس الماضي وتهدف – بالشراكة مع دول المنطقة – إلى زراعة 50 مليار شجرة بوصفه أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم للحفاظ على البيئة وحمايتها.
وأهدى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعالم يوما دوليا للأخوة الإنسانية، إثر رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير 2019، والتي تحولت ليوم عالمي تم الاحتفاء به دوليا لأول مرة فبراير الماضي.
كورونا والمناخ
تجلى تأثير شراكة البلدين أيضا على مواجهة أكبر تحديات تواجه العالم في الفترة الراهنة، فسبق أن شارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أعمال قمة القادة المنعقدة “عن بعد” حول المناخ والتي استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال يومي 22 و23 أبريل الماضي.
مشاركة قادة البلدين في قمة المناخ بجانب 40 من قادة الدول جاءت تأكيداً لدور البلدين ومكانتهما الرائدة في العمل المناخي، وجهودهما في التصدي لتداعيات تغير المناخ، والوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وفي ظل انتشار جائحة كورونا كوفيد-19، قام البلدان ومن خلال اجتماعات مجموعة العشرين، والتي ترأست دورتها عام 2020 المملكة العربية السعودية، بتنسيق عالي المستوى والتعاون فيما بينهما لبناء استجابة عالمية منسقة لمواجهة تداعيات الجائحة العالمية.
وفي نوفمبر الماضي، شارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أعمال الجلسة الختامية لقمة قادة مجموعة العشرين الافتراضية، والتي عُقدت برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، على مدار يومين، بصفتها ضيفا ورئيس الدورة الـ40 لمجلس التعاون الخليجي، كما شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قمة قادة مجموعة العشرين G 20 الاستثنائية الافتراضية التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين في مارس 2020.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمناسبة انعقاد القمة الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والتكاتف الدوليين للتصدي لفيروس كورونا، فالعالم كله يمر بظروف غير مسبوقة في ظل انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء عالمي يؤثر على كل مناحي الحياة على وجه الكرة الأرضية.
دعم الشرعية في اليمن
كشفت الإمارات والسعودية الأدوار التخريبية التي تقوم بها إيران في زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، وشكل البلدان نموذجا في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين؛ دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.
وبعد 5 سنوات من انطلاق عاصفة الحزم، وتحديدا في 9 فبراير 2020، احتفت الإمارات بعودة جنودها البواسل الذين شاركوا في مهمة إعادة الأمل في اليمن بعد إنجازها مهام التحرير والتأمين والتمكينِ بنجاحٍ تام، وأعلنت التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر التي نفذتها قواتها المسلحة باحتراف عالٍ إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر التي تنفذها القوات اليمنية بنفسها، وأكدت الإمارات التزامها بدعم التحالف العربيِ في العمليات الجوية والدعم اللوجستيِ والتدريب ومكافحة الإرهاب، وهو ما تواصل القيام به حتى اليوم.
ودعما لحلول سياسية مستدامة، ساندت الإمارات على الدوام الجهود السعودية والدولية الداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، وأعلنت دعم مبادرة السعودية للسلام في اليمن، التي أعلنت عنها في مارس الماضي، وتضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف من التحالف والأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.
مكافحة الإرهاب
على صعيد مكافحة الإرهاب، انضم البلدان إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتصدي للتطرف والإرهاب، حيث شاركا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014.
كما تقوم الإمارات والسعودية بدور محوري ورئيسي في الحرب الدولية ضد التطرف والإرهاب؛ خاصة فيما يتعلق بالتصدي للجوانب الثقافية والفكرية، وهي جهود تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.
وعلى صعيد نشر السلام، كان لجهود السعودية والإمارات دور كبير في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا، حيث أسهمت جهودهما المشتركة في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإرتيريا، حيث لم تأل السعودية والإمارات جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.
وفي 9 يوليو 2018، وقع أسياس أفورقي رئيس إريتريا وآبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.
وهكذا كانت ولا تزال العلاقة بين الإمارات والسعودية صمام أمان لحفظ الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخ البلدين يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية وإطلاق مبادرات مشتركة لنزع فتيل الأزمات والتوترات في المنطقة وخارجها.