حصري

انتهاكات قطر: “العبودية الحديثة”… العمال يعيشون جحيمًا


حسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، فإن ما يحدث في قطر قد يطلق عليه “العبودية الحديثة”. حيث يعيش مئات الآلاف من العمال في ظروف إنسانية صعبة للغاية. مع منعهم من المغادرة وإجبارهم على العمل براتب بسيط أو بدون راتب وفي ظروف مناخية قاسية للغاية. وإلا يواجهون السجن وغرامات ضخمة.

تحرُّك بريطاني

أكدت الصحيفة البريطانية في تقريرها – قبل انطلاق بطولة كأس العالم في شهر نوفمبر المقبل- أنه يجب على كافة الفرق مشاهدة فيلم وثائقي يكشف عن معاناة مئات الآلاف من العمال. حتى يدرس كل فريق ما يجب فعله في هذه الانتهاكات. مؤكدة أن هاري كين قائد المنتخب البريطاني لكرة القدم، تولى زمام هذه المبادرة وسط خطط جماعية مع منتخبات أخرى لانتقاد انتهاكات قطر لحقوق الإنسان.

وتابعت الصحيفة في تقريرها أن الفيلم الوثائقي الذي يكشف معاناة مئات الآلاف من العمال متاح على موقع “أمازون”. فهو يعكس التأثير الحقيقي للأزمات الاجتماعية على العالم.

معسكرات الاعتقال القطرية

كما أفادت الصحيفة أن الفيلم يتضمن مأساة مجموعة من العمال المهاجرين في شركة تسمى GCCC في قطر، والذين سُمح لهم بفرصة نادرة لتجربة شيء مثل الحياة الطبيعية. من خلال اللعب في بطولة كرة قدم مع شركات أخرى. وأوضحت أن معظم العمال تم خداعهم بعد أن سافروا إلى قطر. حيث حصلوا على وعود بالعمل في وظائف ثم فوجئوا أنهم يعملون في أعمال البناء، وبمقابل مادي ضعيف للغاية.

وقال عامل من نيبال يدعى “بادام”: تغيير وظائفنا لعمال بناء بأجور متدنية للغاية، يعكس الوضع الذي يعيشه مئات الآلاف من العمال هنا. وتابع عندما اكتشفت الحقيقة كان الوقت قد فات. فما نعيشه هو مستقبل بائس. حيث تم إغراؤنا بالسفر لقطر بالعمل في وظائف جيدة وبأجور مغرية تتناسب مع مستوى المعيشة في واحدة من أغنى دول العالم.

وأضاف، وجدنا أنفسنا فيما يُشبه معسكرات اعتقال ومرتبات تكاد تكون معدومة ومهن صعبة للغاية تتعلق جميعها بالبناء. ولا يوجد فرصة للعودة، حيث نقوم بتسليم جوازات سفرنا للكفيل ولا يمكننا المغادرة إلا بموافقته. بالإضافة إلى رسوم التوظيف الباهظة التي تحولنا لعبيد، وجعلت حياتنا كالعبيد”.

واستطرد قائلاً: “لا يمكننا حتى مغادرة المعسكر دون إذن من رؤسائنا لا يمكننا القيام بأي شيء بحرية“.

بينما قال عامل يدعى بول من كينيا: “هذا المظهر الهائل لقطر من الطائرة، له وجه آخر كالجحيم، فهذا البلد لا يصلح إلا للأثرياء فقط، أما للعمال فهو النهاية بالنسبة لنا”. متابعًا، “العديد من العمال أُصيبوا بأمراض نفسية، حتى أن بعضهم يعتدي على زملائه. فالضغوط والحياة المهينة القاسية تفعل أكثر من ذلك”.

عنصرية قطرية

البروفيسور تنداي أشيوم، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية، وصف بالفعل كيف أن هيكل العمال المهاجرين بأكمله مبني على التمييز العنصري الهيكلي ضد أي شخص غير قطري، وتحديدًا العاملين من جنوب آسيا والجنسيات الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، التي تتمتع بحقوق إنسان أقل بكثير.

ووجدت دراسات منظمة العفو أن هناك مستوى إضافيًا من التمييز في الأجور بين العمال على أساس الجنسية والعرق واللغة. حيث تمنح قطر الأفضلية للأجانب والعرب، وقال أحد الحراس الذي يعمل في مكاتب إحدى الهيئات الرياضية لمنظمة العفو الدولية في تقرير حديث عن قطاع الأمن: “إنهم يدفعون لنا حسب الجنسية، قد تجد كينيًا يكسب 1300 ريال. بينما الفلبيني يحصل على ريال 1500، أما التونسيون فيحصلون على 1700 ريال”.

وأكدت الصحيفة، أنه بعد ثماني سنوات، وعلى الرغم من كثرة الحديث عن الإصلاح في قطر. لم يتغير شيء يُذكر في الواقع، مشيرة إلى انتقادات منظمة العفو وجماعات حقوق الإنسان الأخرى للدولة القطرية مرارًا لإدخالها تشريعات ولكن دون الإشراف على أي تغيير حقيقي في الواقع. ولا يزال العمال يعانون من نفس المشكلات التي تراها في فيلمهم. هم أيضًا بشكل حاسم لا يزالون يتقاضون نفس الأجر الذي كانوا عليه قبل ثماني سنوات والذي يبلغ حوالَيْ 200 دولار شهريًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى