انهيار الاتفاق النووي الإيراني.. هل يبدأ سباق جديد مع الغرب؟

إيران تؤكد أنها لم تعد ملزمة بـ«القيود» المرتبطة ببرنامجها النووي، مؤكدة في الآن نفسه «التزامها الثابت بالدبلوماسية».
واليوم السبت، أعلنت إيران أنها لم تعد ملزمة بـ”القيود” المرتبطة ببرنامجها النووي مع انتهاء مدة اتفاق دولي أبرم قبل عشر سنوات.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان “كل التدابير (الواردة في الاتفاق) بما يشمل القيود على البرنامج النووي الإيراني والآليات ذات الصلة، تعتبر منتهية”.
لكنها أكدت في الآن نفسه “التزام إيران الثابت بالدبلوماسية”.
«لا سبب»
قبل أسبوع، أعلنت طهران أنها لا ترى “أي سبب” لاستئناف المفاوضات مع الدول الأوروبية حول برنامجها النووي، وذلك بعدما أكدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا”عزمها” على إحيائها.
وبمبادرة من هذه الترويكا الأوروبية، أعادت الأمم المتحدة في 28 سبتمبر/ أيلول الماضي فرض عقوباتها على إيران على خلفية برنامجها النووي، إثر فشل المفاوضات في التوصّل إلى تسوية له.
وحينها، تساءل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر التلفزيون الرسمي “ماذا يمكن أن يفعلوا وأي نتيجة إيجابية يمكن أن تؤدي إليها هذه المفاوضات؟ لا نرى فعلا أي سبب للتفاوض معهم”.
وفي بيان مشترك عشية التصريحات، أكّدت بلدان الترويكا الأوروبية “نحن عازمون على إحياء المفاوضات مع إيران والولايات المتحدة بهدف التوصل الى اتفاق شامل ودائم ويمكن التحقق منه، يضمن عدم امتلاك إيران أبدا للسلاح النووي”.
وأضافت “نرى أن تفعيل آلية إعادة العقوبات كان أمرا مبررا”، معتبرة أن “البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن العالميين”.
واعتبر عراقجي من جانبه أنه “ينبغي لهذه البلدان أن تبرّر لماذا علينا أن نتفاوض معها مجدّدا”.
وأشار “قد سبق لنا أن تفاوضنا معها وتوصّلنا إلى اتفاق (لكن) الولايات المتحدة انسحبت منه ولم تحترم البلدان الأوروبية الثلاثة التزاماتها”.
انسحاب ورد
في العام 2015 وبعد مفاوضات استمرت أعواما، توصلت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين إلى اتفاق مع طهران ينص على تأطير أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات عنها.
وقررت الولايات المتحدة في 2018، أي خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، الانسحاب من الاتفاق وأعادت فرض عقوباتها الخاصة على طهران.
وردا على ذلك، تخلت إيران تدريجيا عن تنفيذ بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق، وفي مقدمها تخصيب اليورانيوم، مما دفع الترويكا الأوروبية إلى تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات.
واتّهمت طهران الدول الأوروبية بأنها لم تمنع عودة العقوبات الأمريكية.
وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل في سعي إيران إلى حيازة سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران مؤكدة حقها في الطاقة النووية لأغراض سلمية.