أوروبا

باريس تدخل على خط الملف الغزّي.. انضمام فرنسي إلى قوة دولية محتملة


أعلنت فرنسا، الأربعاء، إرسال فريق من المدنيين والعسكريين إلى إسرائيل للمساهمة في مركز التنسيق الذي تقوده الولايات المتحدة لتخطيط مرحلة ما بعد الحرب في القطاع وتنظيمها.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، مساء الأربعاء، إن بلاده «أرسلت عسكريين ومدنيين فرنسيين إلى الفريق الذي نشرته الولايات المتحدة في إسرائيل لتنفيذ خطة السلام»، دون أن يحدد عددهم، مؤكداً أن «الفريق وصل بالفعل إلى الموقع».

وأوضح بارو في مقابلة مع قناة «إل سي إي» أن المشاركة الفرنسية تأتي ضمن التوجه الدولي لتشكيل قوة استقرار متعددة الجنسيات في غزة، بدعم من الولايات المتحدة ودول أوروبية وتركيا وإندونيسيا وأذربيجان، مشيراً إلى أن العمل جارٍ في الأمم المتحدة لإعطاء التفويض الرسمي لهذه القوة لتأمين القطاع وتنظيم المساعدات.

دور فرنسي متنامٍ

بحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فإن مشاركة باريس تأتي امتداداً لـ«تاريخ طويل من الانخراط في جهود تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط»، في حين أشارت هيئة الأركان العامة إلى أن فرنسا سبق أن نشرت ثلاثة ضباط اتصال في المنطقة، إلا أن العدد الجديد «أكبر» وفق مصادر مقربة من الوزير.

ماذا تعرف عن المركز؟

تأتي الخطوة الفرنسية بعد أيام من انضمام بريطانيا رسميًا إلى مركز التنسيق المدني العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة جنوب إسرائيل، على بُعد نحو 20 كيلومترًا من حدود غزة.

ويقود المركز جنرال أمريكي بثلاث نجوم ويضم نحو 200 جندي أمريكي وعددًا غير معلن من العسكريين الإسرائيليين، وتتمثل مهمته في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار وتنسيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ويُتوقع أن ينضم إلى المركز عسكريون من دول أوروبية وآسيوية في إطار التحضيرات لنشر قوة استقرار متعددة الجنسيات تتولى الإشراف على إعادة الإعمار وتنفيذ الترتيبات الأمنية في غزة بعد وقف الحرب.

مشاركة بريطانية رفيعة المستوى

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، إرسال مجموعة من ضباط التخطيط العسكري إلى إسرائيل، بينهم ضابط برتبة كبيرة يشغل منصب نائب قائد المركز.

وقالت الوزارة في بيان إن المشاركة البريطانية جاءت «استجابة لطلب من الولايات المتحدة»، وتهدف إلى «الإسهام في جهود تحقيق الاستقرار ودعم وقف إطلاق النار وتنسيق المساعدات الإنسانية».

من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني جون هايلي إن بلاده «لن تقود الجهود، لكنها ستشارك بخبرتها الواسعة في التخطيط لما بعد الحرب»، مشيراً إلى أن بريطانيا «تتمتع بمهارات متخصصة في مهام إعادة الإعمار والعمليات الإنسانية».

وبينما لم يُعلن بعد عن تفاصيل القوة الدولية التي يُفترض أن تنتشر في غزة، فإن الهدف المعلن هو تسلّم السيطرة الميدانية من حركة حماس وتأمين المساعدات وإعادة الإعمار تحت إشراف الأمم المتحدة والتحالف الدولي.

ورغم هذه التحركات السياسية، لا يزال وقف إطلاق النار الهش الذي ترعاه الولايات المتحدة منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول مهدداً بالانهيار.

تأتي مشاركة فرنسا وبريطانيا في مركز التنسيق ضمن مساعٍ دولية أوسع لتنسيق مرحلة ما بعد الحرب، وتحديد آلية إدارة غزة، في ظل نقاشات مكثفة في الأمم المتحدة حول شكل التفويض الدولي والقوة متعددة الجنسيات التي ستتولى الإشراف على الأمن والإعمار في القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى