الشرق الأوسط

بعد الحرب.. غزة تحاول النهوض وسط أنقاض الدمار


بين أنقاض الحرب ونبض الحياة، تمضي يوميات سكان قطاع غزة، في رحلة إلى المجهول، بحثا عن مأوى في مدينة تغيرت ملامحها تحت نيران الصراع.

فما إن تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، حتى هرع النازحون إلى أماكنهم التي هُجروا منها قسرا. لكن سرعان ما خفتت سعادتهم عندما عادوا ليجدوا منازلهم مدمرة.

نستعرض مجموعة من الصور التي تجسد مأساة سكان غزة وهم يشقون الطرق بين الأنقاض، في سبيل مأوى غاب عنهم 15 شهرا.

طفل فلسطيني يسير وسط الركام

في الصورة الظاهرة أعلاه والتي نشرتها رويترز، يظهر فلسطينيون وهم يسيرون بين أنقاض المنازل والمباني المدمرة خلال الحرب، في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

طفل فلسطيني يسير وسط الركام

وفي هذه الصورة التي التقطتها طائرة بدون طيار، تظهر منازل ومبان مدمرة، بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في جباليا، شمالي قطاع غزة.

طفل فلسطيني يسير وسط الركام

وهنا، نازحون فلسطينيون يشقون طريقهم عبر الأنقاض أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم بعد تأخير وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بشأن قائمة الرهائن، باليوم الأول، في شمال قطاع غزة.

وفي سياق المعاناة، تضررت الخدمات الصحية وتحولت مساحات واسعة من الأراضي إلى أنقاض. كما أصبح الماء والوقود شحيحين.

وقال أحمد العمارنة، صاحب الأكشاك البالغ من العمر 25 عاما، في تقرير في صحيفة “الغارديان” البريطانية، إنه وعائلته يعانون في ظل الظروف الشتوية القاسية.

وأضاف: “ما نحتاج إليه الآن، وخاصة مع هذا الطقس البارد وغير المتوقع، هو البطانيات والملابس للأطفال والكبار، والطعام، وخاصة الدقيق، على الأقل بأسعار معقولة نستطيع تحملها”.

حياة من وسط الركام

لكن على الجانب الآخر، ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، كان سوق مخيم أصداء، وهي منطقة مترامية الأطراف من الخيام والملاجئ المؤقتة على ساحل وسط غزة، مزدحما.

جاء بعض المتسوقين لأن أسعار مجموعة صغيرة من الضروريات الأساسية المتاحة انخفضت منذ إعلان وقف إطلاق النار، مما جعل السلع التي كانت باهظة الثمن في السابق في متناول اليد.

غير أن آخرين جاؤوا ببساطة لأنهم يستطيعون الآن الوقوف والتحدث وشراء ما يحتاجون إليه دون خوف من الموت المفاجئ.

وقال أحمد العمارنة، إنه سعيد لأن وقف إطلاق النار جلب “الاستقرار وانخفاض الأسعار ونهاية القتل”.

وتابع “أنا سعيد للغاية لأن الأسعار انخفضت، والآن يستطيع الناس شراء الأشياء التي كانوا يتمنونها ولكن لم يتمكنوا من تحمل تكلفتها من قبل”.

في سوق أصداء، الواقع جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كانت غالية صبح، 54 عاماً، قد أتت بحثا عن الأرز لأطفالها الثمانية.

وقالت: “حتى الآن، كانت الأسعار مرتفعة للغاية، وتفوق قدراتنا بكثير. في كثير من الأحيان كنا نذهب إلى الفراش دون تناول الطعام. والآن انخفضت الأسعار قليلاً، لكن الأمر لا يزال صعباً للغاية”.

“ليس لدينا مصدر دخل. نعيش على الصدقات والمساعدات. أطفالي لا يعملون، أحدهم أعمى وزوجي مسن. يعمل أحيانا، لكن هذا لا يكفي لإعالة الأسرة، لذلك نعتمد في الغالب على المساعدات”. تستطرد غالية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة له أمام مجلس الأمن، أمس الإثنين، إن أكثر من 630 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت غزة يوم الأحد.

وذهب ما لا يقل عن 300 شاحنة إلى شمال القطاع، حيث الأزمة الإنسانية أكثر حدة.

وانخفض عدد الشاحنات التي تصل إلى غزة عبر نقاط التفتيش التي تسيطر عليها إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني إلى حوالي 80 شاحنة يوميا، وهو جزء ضئيل من 500 شاحنة أو أكثر كانت تدخل يوميا قبل الصراع.

وتم تحديد 600 شاحنة مساعدات على الأقل يوميا في اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى