بوركينا فاسو: حكومة تصريف أعمال بعد انقلاب العسكر على حليفهم
ضربة مفاجئة من عسكر بوركينا فاسو الحاكم تطيح برئيس الوزراء وتحل الحكومة في عزل لم تعلن أسبابه بالبلد الأفريقي الرابض على فوهة الإرهاب.
وأقال رئيس المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، رئيس الوزراء وحل الحكومة، وفق مرسوم رئاسي.
-
محاولة انقلاب فاشلة في بوركينا فاسو: تفاصيل الأحداث والتداعيات
-
روسيا تعزز نفوذها في بوركينا فاسو عبر “المبادرة الأفريقية”
وجاء في المرسوم الذي تلقته وكالة “فرانس برس” ووقّعه “رئيس بوركينا فاسو” الكابتن تراوري، أنه “تم إنهاء مهمات رئيس الوزراء”. وأن “أعضاء الحكومة المنحلة سيصرّفون الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة”.
ولم يتم تقديم أي تفاصيل عن أسباب هذا القرار.
وعُيّن أبولينير جواكيم كييليم دي تامبيلا رئيسا للوزراء في أكتوبر/تشرين الأول 2022 عقب انقلاب قاده تراوري في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، وقاد ثلاث حكومات متعاقبة.
مفاجأة
في واغادوغو، جاء هذا القرار بمثابة مفاجأة لأنه تم تعيين دي تامبيلا في أعقاب الانقلاب الذي أوصل الكابتن تراوري إلى السلطة في عام 2022. وقد تم اختيار هذا المحامي لقيادة ثلاث حكومات متتالية.
وفي هذه المرحلة لم يتم ذكر أسباب الإطاحة به، ولكن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعرض الرجل لانتقادات شديدة من الزعماء التقليديين لأنه شكك في فاعلية الأوثان في مواجهة التهديد الإرهابي ودعوته إلى تسليط الضوء على المعرفة العلمية.
وفي مواجهة هذا الجدل، اضطر دي تامبيلا، الذي كان في رحلة رسمية إلى روسيا، إلى الاعتذار “لأولئك الذين شعروا بالأذى” بسبب تعليقاته.
ومنذ وصول تراوري إلى الحكم أدارت واغادوغو ظهرها لفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والشريك التاريخي للبلد، وتقرّبت من روسيا.
ففي يناير/ كانون الثاني 2023، طلبت بوركينا فاسو مغادرة القوات الفرنسية المنتشرة على أراضيها خلال شهر، متخلية عن اتفاق يعود لديسمبر/ كانون الأول 2018 بشأن “وضع القوات المسلحة الفرنسية المتدخلة” في البلاد.
وانسحبت القوات الفرنسية الخاصة، وقوامها نحو 400 جندي، في فبراير/ شباط الماضي، وشهدت العلاقات بين واغادوغو وموسكو تقاربا عقب الانقلاب العسكري بالبلد الأفريقي.
-
خوفا من الإنقلاب.. روسيا توسع نفوذها في بوركينا فاسو عبر حماية رئيسها
-
روسيا تعزز وجودها في بوركينا فاسو وتوجه ضربة لـ فرنسا
وتواجه بوركينا فاسو منذ حوالي 10 سنوات أعمال عنف تشنها جماعات متطرفة.
وإضافة إلى روسيا، تقربت بوركينا فاسو من جارتيها مالي والنيجر اللتين تواجهان بدورهما هجمات يشنها متطرفون ويحكمهما أيضا نظام عسكري انقلب على السلطة.
وأعلنت الدول الثلاث انسحابها من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا باعتبار أنها موالية لباريس ولم تساعدها بما يكفي في تصديها للإرهابيين.