سياسة

بين قبول باشاغا ورفض الدبيبة وساطة تركية لتسليم السلطة


خشية تصعيد قد يعيد العاصمة الليبية للمربع الأول محاولات تركية لتجنب حدوث صدام بطرابلس في وساطة تستهدف تداولا سلميا للسلطة .

حسب ما كشفت به مصادر ليبية مقربة من رئيسي الحكومة الليبية، السابقة عبد الحميد الدبيبة، وخلفه الحالي فتحي باشاغا، عن قيام تركيا بتقديم وساطة لتجنب تصعيد عسكري محتمل في طرابلس.

وصرحت المصادرأن مضمون تلك الوساطة هو التداول السلمي للسلطة وتسليم مقرات الحكومة مقابل عدم ملاحقة الدبيبة بعد ذلك في أي ملفات أخرى سواء قانونيا أو غيرها.

رفض وتحشيد

وشهدت قبول باشاغا ورفض الدبيبة، مما أجبر الثاني على الخوف من انفراط عقد حكومته، وعقد اجتماع لحث وزرائه على اتخاذ قراراتهم بـ”جرأة وشجاعة”، والبدء في التحشيد لمواجهة عسكرية.

التحشيد العسكري للدبيبة ظهر جليا في ساعات متأخرة من مساء الإثنين بزيارة مقر المليشيات المعروفة بـ”جهاز دعم الاستقرار” التي يقودها عبدالغني الككلي الملقب بـ”غنيوة”، في مدينة أبو سليم والسير بجانب قائدها.

كما يرى المحللون ليبيون أن من مصلحة تركيا اليوم دعم التوافقات الليبية خاصة في ظل أجواء التهدئة التي تحيط بالمنطقة لا سيما مع الدول المتداخلة بالأزمة، ووأد أي فرصة لحرب جديدة.

وسبق أن أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات سابقة، حيادا تركيا بشأن الصراع على السلطة بين باشاغا والدبيبة، وهو ما اعتبر تراجعا تركيًّا عن دعم حكومة الوحدة السابقة.

ضمانات 

يقول المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، إن رفض الدبيبة للوساطة والتي تعني اعتراف أنقرة بشرعية رئيس الحكومة فتحي باشاغا وانتهاء ولاية الأول، دفعت الثاني للخروج والتحدث للشعب بكل صراحة لطمأنة الجميع بالهدوء والتسليم بدون مصادمات وعنف.

وأضاف المرعاش، في حديث لـ”العين الإخبارية”: “لا شك أن النفوذ التركي على الدبيبة سيجبره على التسليم، وإلا فإنه يتعين على رئيس الحكومة الجديد أن يتخذ التدابير المناسبة لإزاحة المتمردين عن مقرات الحكومة”.

ولفت إلى أن “خيار الحرب لا يريده أحد لكن إذا فرضه عبد الحميد الدبيبة فسيكون هو من معه مسؤولا عنه”، مشيرا إلى أنه خيار لا يجب استبعاده من أجل أن تستمر العملية السياسية وصولًا إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب الآجال.

تعزيز المكاسب

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة “عمر المختار” الليبية، يوسف الفارسي، أن قبول باشاغا بالوساطة التركية يستهدف إنهاء الأمر بسلمية وعدم العمل بحكومة موازية.

وقال الفارسي لــ” العين الإخبارية”، إن الدبيبة اختار فكرة الخيار المسلح وذلك بدعم المليشيات المختلفة بالأموال الليبية في الأيام الماضية.

وأوضح المحلل الليبي أن “الصراع القادم لن يمر بسهولة على البلاد في حال اللجوء للحرب بين الشرعية وحكومة متهمة بالفساد المالي والعمل بالقوة”.

ولفت إلى أن باشاغا يعمل الآن على توحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد والسلام بين الشرق والغرب بعكس سابقة الذي لن تحدث مصالحة بعهده لقربه من المليشيات التي تعادي الجيش الوطني.

واعتبر أن “من مصلحة تركيا الآن الحل بين باشاغا والدبيبة وعدم اللجوء إلى الحرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى