الشرق الأوسط

تحت ضغط الاستنزاف.. حماس تنفتح على أي مبادرة لوقف النار


 أكدت مصادر من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” استعداد الحركة للتجاوب مع أي مقترحات تفضي إلى وقف لإطلاق النار، فيما يبدو أنها تتجه إلى التعاطي بمرونة مع مفاوضات وقف الحرب، بهدف التقاط أنفاسها بعد تراجع قدراتها العسكرية وفقدانها العديد من مقاتليها ومقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.

ونفت المصادر نفسها أن تكون الحركة قد تسلمت أي مقترحات بشأن وقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى، مؤكدة أنها جاهزة للتجاوب مع ما يفضي إلى ذلك بالإضافة إلى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

وتراجعت خلال الآونة الأخيرة وتيرة العمليات التي تنفذها كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحماس، ضد القوات الإسرائيلية، كما لم تعلن عن أي رشقات صاروخية، فيما تشير تقارير إلى أنها فقدت الكثير من قدراتها العسكرية ومقتل الآلاف من عناصرها خلال الحرب. 

وقال قيادي في حماس “نحن جاهزون للتجاوب مع أية أفكار أو اقتراحات تقدم لنا على أن تفضي في المحصلة لوقف الحرب”، مضيفا أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي يعطل التوصل لأي اتفاق لأنه يريد مواصلة تنفيذ مخططاته لحرب الإبادة والتطهير والتهجير، ولا يوجد أي ضغط أميركي لمنعه من ذلك”.

وبيّن أن “كل ما يتم نقاشه والتشاور حوله مع الوسطاء هو عبارة عن جملة من الأفكار من أجل التوصل لاتفاق لوقف النار وإنهاء الحرب لكن ليست اقتراحا مبلورا ومتكاملا”.

وتابع “نحن قلنا للوسطاء إن حماس جاهزة إذا وافق الاحتلال على اقتراح لوقف النار والانسحاب الكلي من قطاع غزة وعودة النازحين إلى بيوتهم في غزة وشمال القطاع وإدخال المساعدات بشكل كاف لشعبنا والتوصل إلى صفقة جادة لتبادل الأسرى“.

وأوضح أن الوسطاء المصريين والقطريين يواصلون المشاورات المكثفة ويسعون للتوصل إلى اقتراح يفضي إلى اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى.

من جهته، قال القيادي في حماس سامي أبوزهري إن حماس استجابت لطلب الوسطاء في مصر وقطر للبحث في مقترحات جديدة بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وشدد على أن حماس “منفتحة على أي اتفاق ينهي معاناة الشعب في غزة ويوقف إطلاق النار وينص على انسحاب الاحتلال من القطاع”.

وأفاد مصدر مطلع بأن الوسطاء يستعدون لتقديم مقترح هدنة في قطاع غزة “لأقل من شهر” يشمل تبادلا للرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وزيادة المساعدات لقطاع غزة.

وكانت حماس أكدت في بيان مساء الثلاثاء عقد بعض اللقاءات بشأن طلب الوسطاء للبحث في اقتراحات جديدة لوقف النار وتبادل الأسرى، مشددة على أنها “منفتحة على أي اتفاق أو أفكار ترفع الحصار وتساعد في تقديم الإغاثة والدعم والإيواء لأهلنا، وإعادة الإعمار وإنجاز صفقة جدية للأسرى”.

ورفض نتنياهو مقترحا طرحه السيسي نهاية الأسبوع الماضي يتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار في غزة يبدأ بيومين ثم 10 أيام ويشمل تبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض الأسرى الفلسطينيين ليتم في مرحلة لاحقة التفاوض لتحويل الهدنة لدائمة.

وتفرض حماس تعتيما إعلاميا على عدد مقاتليها، فيما تشير تقديرات إلى أنه يتراوح بين 30 و40 ألف عنصر عند اندلاع الحرب على غزة.

وكشفت مصادر إسرائيلية أن الجيش تمكن من القضاء على نحو 22 من كتائب حماس من أصل 25 كتيبة، مشيرا إلى مقتل نحو 17 ألفا من عناصر الحركة في قطاع غزة.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الدولة العبرية فككت البنية التحتية والقدرات التنظيمية لكتائب الحركة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في ختام عملية عسكرية نفذها في رفح في يونيو/حزيران أنه “قام بتفكيك حوالي نصف قوة حماس القتالية في المدينة”، مؤكدا مقتل 550 مسلحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى