تحركات دبلوماسية لتقليص العقبات في مفاوضات “هدنة غزة”: هل الحل مرحلي أم شامل؟
بينما تتسارع تحركات الوسطاء لتقليص فجوات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة تصعد إسرائيل هجماتها على القطاع.
ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن وسطاء أمريكيين وعربا يكثفون جهودهم على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في وقت قال فيه مسعفون في قطاع غزة إن ضربات إسرائيلية قتلت 13 فلسطينيا اليوم الخميس.
-
ساعات الحسم.. جهود عربية تتسارع لإنهاء حرب غزة
-
تفاصيل «هدنة غزة»: فجوات تخص «الأسرى» ومرونة في «انسحاب إسرائيل»
ويسعى الوسطاء في محادثات في مصر وقطر إلى التوصل لاتفاق وقف الحرب المستمرة منذ نحو 14 شهرا في القطاع الذي تديره حماس، يشمل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأوضحت المصادر أن الوسطاء تمكنوا من تضييق بعض الفجوات بشأن النقاط العالقة، لكن بعض الاختلافات الأخرى لا تزال قائمة.
وفي قطاع غزة، قال مسعفون إن 13 فلسطينيا على الأقل قتلوا خلال الليل في غارات جوية إسرائيلية متفرقة بما شمل ضربات استهدفت منزلين في مدينة غزة ومخيما بوسط القطاع.
-
غزة المفقودة: حكايات مأساوية لآلاف الضحايا في ظل الاحتلال الإسرائيلي
-
تفاصيل «هدنة غزة»: فجوات تخص «الأسرى» ومرونة في «انسحاب إسرائيل»
وقال سكان في جباليا شمال قطاع غزة إن قوات إسرائيلية فجرت مجموعة من المنازل هناك خلال الليل، وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في تلك المنطقة منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وقال عادل (60 عاما)، وهو من سكان جباليا ونزح إلى مدينة غزة “كل ما طولت المفاوضات كل ما زاد الدمار والموت في هاي الأماكن، بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا بيتم إبادتهم، بالضبط زي ما بيصير في رفح”.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بارتكاب “تطهير عرقي” في تلك البلدات عبر إجلاء السكان لإنشاء مناطق عازلة، وتنفي إسرائيل الاتهامات وتقول إن حملتها تهدف إلى القضاء على “حماس” ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها.
-
«هلال الهدنة» يلوح في أفق غزة.. هل تقترب نهاية الحرب؟
-
استمرار الغارات الجوية على غزة وسط آمال بتهدئة قريبة
وتتهم إسرائيل حماس باستغلال البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية، وتنفي حماس ذلك وتتهم إسرائيل بمحاولة تبرير القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين.
اتفاق مرحلي أم شامل؟
وقالت مصادر قريبة من جهود الوساطة إن “حماس” دفعت باتجاه اتفاق شامل لكن إسرائيل تريد أن يكون الاتفاق مرحليا، وتركز المحادثات على إطلاق سراح رهائن في المرحلة الأولى، سواء كانوا أحياء أم أمواتا، مقابل الإفراج عن عدد من الفلسطينيين من سجون إسرائيل.
ودارت مناقشات يوم الثلاثاء حول أعداد وفئات أولئك الذين سيتم إطلاق سراحهم لكن الأمور لم تحسم بعد، بحسب مصدر تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات.
-
مقتل جندي إسرائيلي في غزة وإصابة آخر بجروح خطيرة في الضفة
-
جولة مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة خلال أيام
وذكر المصدر أن من نقاط الخلاف طلب إسرائيل الاحتفاظ بالحق في التعامل مع أي تهديد عسكري محتمل من غزة وتمركز القوات الإسرائيلية خلال مراحل الاتفاق.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل ستكون لها السيطرة الأمنية على قطاع غزة مع حرية كاملة في العمل بعد هزيمة حماس في القطاع.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة بعد أن هاجم مسلحون تقودهم حركة “حماس” بلدات إسرائيلية عبر الحدود. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن هجوم “حماس” أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة والعودة بهم إلى القطاع.
-
حماس توافق على اقتراح مصري لتشكيل لجنة لإدارة غزة بعد الحرب
-
على أبواب البرلمان البريطاني: دعم غزة أم اتهامات بـ«الإبادة الجماعية»؟
وتقول إسرائيل إن نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين، لكن من غير الواضح عدد الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وأدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحويل جزء كبير من القطاع الساحلي إلى أنقاض.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، الخميس، إن إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة بحرمانهم من المياه النظيفة وأضافت أن ذلك يصل من الناحية القانونية إلى حد اعتباره عملا من أعمال الإبادة الجماعية.
-
خطة فلسطينية لـ”اليوم التالي”: حماس وفتح تتفقان على لجنة لإدارة غزة
-
تفاصيل مسودة اتفاق لجنة الإسناد المجتمعي بغزة: التشكيل والصلاحيات
وفي بيان على إكس، كتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية “الحقيقة هي على العكس تماما من أكاذيب هيومن رايتس ووتش”.
وأضاف البيان “منذ بداية الحرب تسهل إسرائيل تدفق المياه والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة على الرغم من تنفيذها العمليات في ظل هجمات مستمرة من عناصر حماس“.