سياسة

تحصين الوعي قبل الاختراق.. عودة المواجهة الفكرية مع الإخوان


في خطوة تعكس تصاعد الاهتمام بمواجهة التنظيمات ذات الطابع الأيديولوجي المغلق، أعلن مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» عن إطلاق مبادرة توعوية جديدة تحت عنوان «كافِح»، تستهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر جماعة الإخوان المسلمين وأساليبها في التغلغل داخل المجتمعات. المبادرة تأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية باتت تُظهر بوضوح أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي، وأن المعركة الحقيقية باتت معركة وعي وفكر قبل أي شيء آخر.

وبحسب ما أورده موقع «أخبار عجمان»، فإن مبادرة «كافِح» تندرج ضمن سلسلة من المشاريع البحثية والتوعوية التي يعمل عليها مركز تريندز، وتركز على تبسيط المفاهيم المرتبطة بخطر التنظيمات المؤدلجة، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، من خلال محتوى معرفي وتحليلي موجّه إلى فئات المجتمع المختلفة، لا سيما الشباب، بهدف بناء حصانة فكرية قادرة على تفكيك خطاب الجماعة وكشف تناقضاته.

ولا تنفصل هذه المبادرة عن السياق الأوسع الذي تشهده المنطقة، حيث باتت العديد من الدول تدرك أن الإخوان لا يعتمدون فقط على العمل السياسي المباشر، بل يوظفون أدوات ناعمة تشمل العمل الخيري، والخطاب الديني، والنشاط الإعلامي، من أجل إعادة إنتاج نفوذهم داخل المجتمعات. 

هذا وتسعى سلسلة «كافِح» إلى كشف هذه الأدوات وتحليل آليات استخدامها، مع تقديم نماذج واقعية لكيفية اختراق التنظيم للمؤسسات والمجالات العامة تحت شعارات براقة تخفي أهدافًا تنظيمية بعيدة المدى.

وتحمل المبادرة دلالة مهمة تتمثل في الانتقال من منطق ردّ الفعل إلى منطق الفعل الاستباقي، عبر الاستثمار في المعرفة بوصفها خط الدفاع الأول. فمواجهة الإخوان، كما تُظهر التجارب السابقة، لا تتحقق فقط عبر القوانين أو الحظر، بل عبر تفكيك خطابهم، وتعريه فكريًا، وإظهار الفجوة بين شعاراتهم المعلنة وممارساتهم الواقعية، سواء في الحكم أو في المعارضة.

هذا وتعكس مبادرة «كافِح» إدراكًا متقدمًا لطبيعة التحدي الذي تفرضه جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها تنظيمًا عابرًا للحدود يستثمر في الضبابية الفكرية واستغلال العاطفة الدينية. 

زر الذهاب إلى الأعلى