تركيا تواصل تساهلها في الحكم ضد عناصر داعش الإرهابي
تواصل التقارير كشفها عن التسهيلات القضائية المقدمة من تركيا لعناصر تنظيم داعش الإرهابي. الشيء الذي يؤكد ارتباط هذه العناصر وتشغيلها من طرف الحكومة والاستخبارات التركية.
السجنثلاثسنواتفقطكانتالعقوبةالتينطقبهاالقضاءالتركيعلىسوريبصفوف “داعش” بالعراق وسوريا، قتل عدة أشخاص. رغم مطالبة المدعي العام بالسجن المؤبد في حقه.
اعتقال داعشي سوري
جرى اعتقال المواطن السوري إبراهيم طحين البالغ من العمر 30 سنة ب 27 فبراير 2019 ببورصة في ظل مداهمة الأمن لخلايا داعش. بحسب الشبكة السويدية، التي وضحت أنه جرى اعتقاله رسميًا ب 4 مارس ووضع بالسجن الاحتياطي.
وقد حاول إبراهيم إبرام صفقة مع المدعي العام الذي حقق بجرائمه عبر التصريح بمعلومات مدققة عن داعش لكن المدعي العام لم يقتنع بأٌقواله، فطالب بإدانته والحكم عليه بالسجن المؤبد.
أسرة داعشية
إبراهيم المنحدر من قبيلة النعيم إحدى أكبر القبائل السورية أفاد أنه انظم لصفوف داعش بصيف 2014. حيث تلقى تدريبات مكثفة على السلاح. ولم يكن إبراهيم الفرد الوحيد من عائلته بتنظيم داعش فقد كان عمه عبد الله قياديا بارزا بالتنظيم. علاوة على إخوته وأفراد عائلته الذين قاتلو أيضا بصفوف داعش الإرهابي.
وبالوقت الذي أنكر فيه الامتثال لأوامر داعش بقتل المدنيين، اعترف بقتل أكراد حزب العمال الكردستاني. وأيضا جنود النظام السوري وإيران وروسيا. وتعد دير الزور وحماة مركز التموقع الرئيسي لطحين الذي كان على جدول رواتب داعش.
ضريح سليمان شاه
في ذلك الوقت، كان مسلحو داعش يستخدمون طريقًا قريبًا من الضريح للوصول إلى الحدود التركية للدخول في معارك مع المسلحين الأكراد.
وقد صرح بأنه لم يجري داعش أي نزاع مع القوات التركية الموزعة لحراسة قبر سليمان شاه. الواقع على بعد قرابة 30 كلم من الحدود التركية مع سوريا.
وقال كنا على مقربة 150 متر من القبر. حينها كان مسلحوا داعش يسلكون ذلك الطريق للوصول للحدود التركية في معارك مع مسلحين أكراد.
صفقة تركيا مع داعش
وقد طوق الدواعش الضريح منذ مارس 2014 محاصرين الجنود الأتراك هناك. وذلك من أجل إرغام تركيا على عقد صفقة. ولم يحدث التغيير الذي يحدث عادة كل شهرين للحراسة.
وقد التمس الجيش التركي عدة مرات قبل حصار داعش من الحكومة نقل القبر لمكان آخر. لكن الحكومة لم تحرك ساكنا حتى فات الأوان.
وبمفاوضات سرية من حكومة أردوغان مع داعش للوصول للموقع طالب هذا الأخير بإطلاق سراح مقاتليه وضمان سفرهم لسوريا بأمان. كما طالب بتزويد المجتمعات الواقعة تحت سيطرته بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية.
صفقة شاه الفرات التركية مع داعش
خاض الجيش التركي ب 21 فبراير 2015 عملية شاه الفرات التي حققت نجاحا بهدف استرجاع 38 جندي ممن يحرسون الضريح. بحيث لم يجري التبليغ سوى عم مقتل جندي واحد. وقد شاركت 39 دبابة و57 عربة مصفحة و572 جندي بعمليتين بسوريا، واحدة بضريح شاه سلميان. وأخرى بالقرب من الحدود التركية بمنطقة محددة لنقل قبر سليمان شاه.
وقد انتقل طحين لتركيا بالوقت الذي تعرض فيه نظام داعش لتفاقم الضغوطات عليه من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وأيضا القوات الروسية والسورية. حيث وصل تهريبا لأنطاكيا قبل استقراره ببورصة. فقد كان عنده الكثير من الأقارب ووجد وظيفة ببيع القهوة من أجل تشتيت انتباه سلطات إنفاذ القانون.
اعتراف بارتكاب جرائم داعش
وقد طالبت لائحة الاتهام بعقوبة السجن المؤبد لطحين الموصوف بأمير داعش بعد اعترافه بالقتال في النظام الإرهابي. لكن محكمة بورصة حكمت عليه بثلاث سنوات و45 يومافقط،وقدتمالإفراجقبلانتهاءمدةعقوبته
وتجسد هذه القضية تساهل القضاء التركي مع قضايا داعش. ويظهر أن القضاة الأتراك عادة ما يتبعون المبادئ التوجيهية المتساهلة للحكومة الإخوانية لأردوغان حين يتربط الأمر بقمع الجماعات الجهادية.
ضغوط على القضاء التركي
وعرف القضاة والمدعين العامين الذين طلب منهم التخفيف على الجهاديين ضغوطا سياسية. حيث بدأت حكومة أردوغان بإقالة كل المسؤولين الذين حققوا بقضايا الجماعات المتطرفة بتركيا. حيث اتهموا بارتباطهم مع حركة جولن بقيادة فتح الله جولن رجل الدين التركي. إذ كان هذا الأخير منتقدا صريحا لنظام أروعان جراء الفساد المتفشي بالحكومة ودعم تركيا للجماعات الإرهابية بسوريا وليبيا.
فقد تم عزل أزيد من 130 ألف موظف حكومي عن منصبه دون أي تحقيق قضائي أو إداري فعال. وكان 4560 منهم قضاة ومدعين عامين واستُبدلوا بموظفين موالين لأردوغان وإسلاميين وقوميين جدد. فقد أصبح القضاء التركي وسلطات إنفاذ القانون بيادق لدى الحكومة الإسلامية لأردوغان.
معلومات قليلة عن داعش في تركيا
ويمتنع المسؤولون الأتراك عن الإدلاء بمعلومات حول عدد الإدانات الناجحة بقضايا داعش. وخلافا لذلك ينشرون بالعادة عدد حالات الاعتقال التي يكون غالبا الحكم عليه بالإفراج أو البراءة.
ب 10 أكتوبر 2019 كشف أردوغان عن وجود قرابة 5500 إرهابي من تنظيم داعش بالسجون التركية، نصفهم أجانب. لكن ب 25 أكتوبر 2019 صرح وزير العدل عبد الحميد غول أن هناك 1163 معتقلاً ومداناً من تنظيم “داعش” بالسجون.
وفي 21 يوليو 2020، قال جول: إن 1195 من أعضاء “داعش” كانوا بالسجن إما كمدانين أو مشتبه بهم رهن الحبس الاحتياطي. وأضاف أن من ضمنهم791 أجنبياً. ممتنعا عن التصريح عدد الذين أُدينوا بالفعل وعدد الإدانات التي أيدت في الاستئناف.