تصاعد التوتر: إسرائيل وحزب الله على حافة الحرب
تصاعدت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل إذ أطلقت الجماعة اللبنانية طائرات مسيرة ملغومة وصواريخ قوية على مواقع إسرائيلية، بينما هزت غارات جوية عدة بلدات وقرى في جنوب لبنان.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان شملت غارات جوية على بلدة عيترون دمرت وألحقت أضرارا بالعديد من المنازل، بينما لم تذكر ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى.
واقتصر رد الحزب المدعوم من إيران طيلة الفترة الماضية على عمليات محدودة لرفع الملامة، فيما ارتفعت حصيلة قتلاه إلى 90 قتيلا رغم عدم توسّع الصراع، ما أدى إلى صدمة في صفوف أنصاره.
وقال القيادي الكبير في حزب الله حسن فضل الله إن الغارات الجوية الإسرائيلية بمثابة “تصعيد جديد” ترد عليه الجماعة “بضربات نوعية جديدة سواء في طبيعة الأسلحة أو المواقع المستهدفة”.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في وقت سابق بأن “أهدافا جوية مشبوهة” عبرت من لبنان وتم اعتراض اثنين منها، مضيفا أن جنديين إسرائيليين أصيبا بجروح متوسطة، فيما أصيب عدد آخر بجروح طفيفة جراء الشظايا واستنشاق الدخان.
وذكر أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية نفذت “سلسلة واسعة من الضربات على أهداف إرهابية لحزب الله في الأراضي اللبنانية”.
ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل في عدة مواقع على الحدود، أما في بيروت فقد رأى السكان ما يبدو أنهما طائرتان حربيتان تحلقان.
وقال الشيخ علي دعموش نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله في كلمة اليوم الأحد إن “المقاومة ستواصل استنزافها للعدو ولن تتوقف ما لم يتوقف العدوان على غزة ولبنان”.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بيروت ستتحول “إلى غزة” إذا شن حزب الله حربا شاملة، بينما ترفض فئات واسعة من اللبنانيين جرّ بلدهم، الغارق في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، إلى حرب.
وفي أحد الهجمات العديدة التي أعلنها اليوم الأحد قال حزب الله إنه استخدم الطائرات المسيرة الملغومة لمهاجمة موقع قيادة إسرائيلي بالقرب من يعارا في إسرائيل. وفي هجوم على موقع مختلف على الحدود قالت الجماعة اللبنانية إنها أطلقت صواريخ بركان تحمل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات.
وقصفت الغارات الجوية الإسرائيلية مشارف قرية يارون في لبنان، غير بعيد عن موقع آخر من المواقع الإسرائيلية التي قال حزب الله إنه استهدفها اليوم الأحد.
ويجري تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الجماعة المدججة بالسلاح المدعومة من إيران، منذ تفجر الحرب في غزة قبل شهرين في أسوأ قتال بينهما منذ حرب عام 2006. واقتصر العنف إلى حد كبير على المنطقة الحدودية.
وأدى العنف على الحدود إلى مقتل أكثر من 120 شخصا في لبنان، من بينهم نحو 90 من مقاتلي حزب الله و16 مدنيا. وفي إسرائيل، أسفرت الهجمات عن مقتل سبعة جنود وأربعة مدنيين.