تعاون عسكري سري بين الحشد الشعبي العراقي ومليشيا الحوثي.. التفاصيل
تشهد المنطقة تطورًا لافتًا في التعاون العسكري بين الفصائل المسلحة. حيث كشفت مصادر موثوقة بأن الحشد الشعبي العراقي يقوم بتدريب مليشيا الحوثي اليمنية على الأراضي العراقية. هذه التطورات تأتي في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط توترات سياسية وعسكرية متزايدة.
تدريبات على الحرب غير النظامية
يقول مصدر مطلع، إن خطوة تعكس تعميق التحالفات العسكرية في المنطقة. كشفت مصادر موثوقة عن تعاون جديد بين الحشد الشعبي العراقي ومليشيا الحوثي اليمنية، وبحسب التقارير. فإن الحشد الشعبي يقوم بتدريب مقاتلي الحوثي. بينهم قادة بارزون، في معسكرات سرية داخل العراق.
وأكد المصدر بدأت عمليات التدريب منذ عدة أشهر. وشملت برامج تدريبية مكثفة على تكتيكات الحرب غير النظامية، واستخدام الأسلحة المتطورة، والتنسيق الاستخباراتي.
وأضاف، يأتي هذا التعاون في إطار تعزيز القدرات القتالية للحوثيين. معتبرًا هذه الخطوة تصعيداً خطيراً في التوترات الإقليمية. حيث يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد الأمني والسياسي في الشرق الأوسط. يُعتقد أن هذه التدريبات تتم بإشراف مباشر من قادة بارزين في الحشد الشعبي. الذين لديهم خبرة واسعة في الحروب غير النظامية.
تفاصيل التدريبات
يقول المصدر: إن التدريبات التي يتلقاها مقاتلو الحوثي في العراق تشمل مجالات متعددة ومتنوعة، تهدف إلى تزويدهم بمهارات قتالية وتقنية متقدمة. مضيفًا: تبدأ هذه التدريبات بتكتيكات القتال في المناطق الحضرية، حيث يتم تعليم المقاتلين كيفية التعامل مع البيئة المعقدة والمزدحمة للمدن. ويشمل ذلك التدريب على القتال من منزل إلى منزل. واستخدام المباني كغطاء والكمائن في الشوارع الضيقة. بالإضافة إلى إدارة الاشتباكات في المناطق المدنية.
تتضمن التدريبات تعليم الحوثيين كيفية تشغيل أنواع متطورة من الطائرات بدون طيار. لاستخدامها لفرض مزيدًا من التهديدات على المجرى الملاحي في البحر الأحمر في ظل رغبة الحوثي في تصعيد عسكري واستهداف سفن عسكرية أمريكية وبريطانية. وكذلك لتنفيذ هجمات دقيقة على أهداف محددة، يتعلم المقاتلون كيفية تجهيز الطائرات بدون طيار بالمتفجرات واستخدامها كأداة هجومية. ما يعزز قدرتهم على شن هجمات مفاجئة وفعالة ضد القوات المعادية.
المصدر أكد أن البرنامج التدريبي يشمل التدريب على تقنيات الحرب الإلكترونية، وهي عنصر حيوي في الصراعات الحديثة. مضيفًا أن الحرس الثوري يزود الحوثيون بأجهزة اعتراض وتشفير الاتصالات. والتشويش على أنظمة الاتصالات الخاصة بالخصم. واستخدام البرامج الخبيثة لاختراق الشبكات الإلكترونية المعادية، مضيفًا أن هذا التدريب يمنحهم القدرة على تعطيل أنظمة القيادة والسيطرة لدى خصومهم. مما يمكنهم من شن هجمات أكثر فعالية.
تشمل التدريبات أيضًا الجانب التكتيكي والاستراتيجي لإدارة العمليات العسكرية. يتم تدريب القادة الحوثيين على كيفية تخطيط وتنفيذ العمليات الكبرى، بما في ذلك الهجمات المنسقة. وعمليات الإمداد اللوجستي، وإدارة الموارد البشرية. هذا التدريب يهدف إلى تحسين قدراتهم على قيادة وحداتهم بفعالية في ميدان القتال، وضمان استمرارية العمليات حتى في ظل الظروف الصعبة.
إضافة إلى ذلك، يتعلم الحوثيون تقنيات الحرب النفسية والدعاية، بما في ذلك كيفية استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لنشر رسائلهم وتحقيق التأثير المطلوب على الرأي العام. سواء داخل اليمن أو على الصعيد الدولي. هذا يشمل تدريبهم على إنتاج فيديوهات دعائية. وإدارة حملات إعلامية تهدف إلى كسب دعم شعبي، وزعزعة الروح المعنوية لقوات العدو.
تجميع هذه المهارات والمعارف المختلفة في برنامج تدريبي شامل يهدف إلى تعزيز القدرات الهجومية والدفاعية للحوثيين، مما يجعلهم أكثر استعدادًا. وقدرة على مواجهة التحديات العسكرية في صراعهم المستمر في اليمن. هذه التدريبات المتقدمة تعكس استراتيجية شاملة لتحسين الأداء القتالي والتنظيمي لمليشيا الحوثي، مما يزيد من تعقيد المواجهات العسكرية والسياسية في المنطقة.
الأبعاد السياسية
يثير هذا التعاون تساؤلات عديدة حول الدور الإيراني في المنطقة. حيث يُنظر إلى إيران على أنها العامل الرئيسي وراء هذا التنسيق المعقد والدقيق. فمنذ الثورة الإسلامية عام 1979. تبنت إيران استراتيجية توسعية تهدف إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال دعم الحلفاء. والميليشيات المسلحة في البلدان المجاورة. هذا النهج يُعرف بـ “سياسة المحور” التي تسعى من خلالها طهران إلى تشكيل تحالفات قوية تضمن لها نفوذاً مستداماً وتوسعاً استراتيجياً في الشرق الأوسط.
-
لماذا ترسل المنظمات الأممية المساعدات لليمن عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر على مليشيا الحوثي؟
-
مليشيا الحوثي.. تهديد متنامٍ للأمن والاستقرار الإقليمييْن
في العراق، يدعم الحرس الثوري الإيراني، ولا سيما فيلق القدس. الحشد الشعبي مالياً ولوجستياً، ويزوده بالأسلحة والتدريب. هذا الدعم لم يقتصر فقط على مواجهة تنظيم داعش. بل امتد ليشمل تعزيز القوة العسكرية.