ثقة واشنطن بالمغرب تفتح أبواب الصناعات العسكرية المتقدمة

أدرجت الولايات المتحدة و المغرب ضمن قائمة مجموعة من الدول ستصنع هياكل .وأجزاء من الطائرات الأميركية أف – 16، وفق وثيقة رسمية صادرة عن السجل الفيدرالي، في خطوة تكشف الثقة العالية في المملكة التي رسخت مكانتها كقوة صناعية صاعدة. فيما ينتظر أن يعطي هذا الترخيص دفعة قوية لجهود الرباط الهادفة إلى الانضمام إلى نادي الدول المصنعة للأسلحة. في إطار خطة طموحة تضع في صدارة أولوياتها تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التسلح.
ووفق المصدر نفسه فقد أكدت واشنطن استعدادها لإصدار ترخيص .لتصدير مواد دفاعية بقمية تفوق 50 مليون دينار إلى عدة دول من بينها المغرب. بهدف دعم تصنيع مكونات وتجيزات طائرات مقاتلة.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن والرباط زخما لافتا. يتجسد في تنامي التعاون العسكري بين البلدين. في وقت تعتبر فيه الولايات المتحدة المغرب شريكا إستراتيجيا يلعب دورا بارزا في بسط الأمن وحفظ الاستقرار في منطقة مضطربة.
ويقيم الترخيص الأميركي للمغرب لتصنيع أجزاء من المقاتلات الأشد .فتكا في العالم الدليل على اعتراف واشنطن بقدرة الرباط على كسب هذا التحدي. باعتبار الخبرة التي راكمتها المملكة في توطين العديد من الصناعات يتصدرها قطاع تصنيع السيارات مع تحول البلد إلى أكبر مركز في هذا المجال.
-
المغرب يعزز ترسانته بدبابات ‘أبرامز’ الأمريكية
-
تقرير أميركي يكشف العوامل الرئيسية التي تقرّب المغرب من حل قضية الصحراء
وصنفت الولايات المتحدة في العام 2004 المغرب كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ما يمنحه مزايا في التعاون العسكري والتجاري. ووقع البلدان منذ نحو 5 سنوات اتفاقية تعاون عسكري لمدة 10 سنوات تهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية ودعم الأهداف الأمنية المشتركة. بينما تنسق واشنطن والرباط بشكل وثيق لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
وقطع المغرب أشوطا هامة على طريق إرساء صناعة دفاعية محلية بعد أن أقر منذ نحو 5 سنوات قانونا يسمح بتصنيع محلي لعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة. كما دشن العام الماضي منطقتين صناعيتين ضمن مساعيها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال الواعد.
-
لتعزيز التعاون العسكري.. قائد أفريكوم يجري مباحثات في المغرب
-
شراكة استراتيجية.. تقرير أميركي يكشف عمق التعاون العسكري مع المغرب
وتسعى المملكة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي .وتقليل الاعتماد على الخارج في مجال التجهيزات العسكرية كما تطمح إلى أن تصبح قوة صناعية إقليمية في الصناعة الدفاعية، من خلال توطنيها. ونقل التكنولوجيا إلى الكفاءات المغربية وتكوين يد عاملة مختصة.
وتولي الرباط أهمية بالغة لعلامة “صنع في المغرب”، في مختلف القطاعات في إطار إستراتيجية يشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس بنفسه على تنفيذها. في إطار تطلعه إلى ترسيخ مكانة البلد كقوة صناعية.
وتعول المملكة على الاستفادة من قاعدتها الصناعية المدنية المتطورة. خاصة في قطاعي السيارات والطيران، واللذين حققا نجاحاً كبيرا في جذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا.
-
جهود أميركية لتسريع حل النزاع المستعصي في الصحراء المغربية
-
بتتجاهل مطالب البوليساريو.. الولايات المتحدة تثبت التعاون مع المغرب
ويأتي انضمام المغرب إلى قائمة الدول التي ستشارك في برنامج تصنيع مكونات الأف – 16، في إطار شراكة بين شركة “لوكهييد مارتن” الأميركية المصنعة لهذه المقاتلة.
وينتظر أن يفتح هذا الترخيص آفاقا جديدة أمام الصناعة المغربية الدفاعية في مجال تصنيع التصنيع المحلي والتجميع والتركيب. فضلا عن تعزيز تنافسية المملكة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال.
وكشفت مواقع مغربية، من بينها موقع “رصيف 24” أن المصنع. الذي سيتولى إنتاج وتجميع هياكل وأجزاء أساسية من مقاتلات أف 16 سيتم. تركيزه في منطقة النواصر التي تضم كبريات الشركات الصناعية العالمية خصوصا في مجال صناعة الطيران.