جدل في إسرائيل بعد الكشف عن رفات مجهولة من غزة
تضاربت الأنباء بشدة في إسرائيل مساء الثلاثاء بشأن هوية رفات تسلمتها في اليوم نفسه من قطاع غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما يعكس صراعاً واضحاً بين مختلف الجهات الإسرائيلية في إدارة تدفق المعلومات الحساسة للغاية في هذا الملف.
وأعلنت إسرائيل، في وقت سابق أنها تلقت عينات من رفات نُقلت من غزة وسُلّمت إلى قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) داخل القطاع لإجراء الفحوصات اللازمة.
ونقل إعلام إسرائيلي، بينه هيئة البث (رسمية) والقناة 13 (خاصة)، عن معهد الطب الشرعي أن الرفات لا تعود لأي من جثماني الأسيرين المتبقيين في غزة، وهما محور التركيز في مفاوضات المرحلة القادمة.
وجاء النفي الرسمي ليؤكد التضارب، حيث قالت وزارة الصحة في بيانها “خلافاً لما نُشر، لا تزال عملية تحديد الهوية في معهد الطب الشرعي مستمرة”، مشددة على ضرورة “استقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط” في محاولة للسيطرة على الأجواء الإعلامية المتوترة.
وتأتي عملية تسلّم الرفات هذه في سياق جهود إقليمية ودولية حثيثة للوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد حرب إبادة إسرائيلية استمرت عامين.
وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية بتسلمها ما تقول إنهما جثمانا أسيرين لا يزالان بغزة، بعد أن سلمت الفصائل في المرحلة الأولى الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء وجثامين 26 أسيراً. وتقول الدولة العبرية إن الجثمانين المتبقيين هما للرقيب أول ران غوئيلي وعامل تايلاندي يدعى سونتيسك رينتالك.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن الوسطاء يعملون على الوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مشدداً على أن “كل خرق له يمثل تهديداً له وإضعافاً لأثره”، معتبراً أن “الهدنة قائمة ونبني عليها”.
وتستخدم إسرائيل ملف الجثامين كإحدى أوراق الضغط في المفاوضات، بينما تؤكد الفصائل أن هذا الملف لا يمثل سوى ذريعة لعدم الوفاء بالالتزامات.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، في مقابلة متلفزة الأحد، إن “مسألة الجثامين ذريعة يستخدمها الاحتلال لعدم تنفيذ التزاماته”، مضيفا “بالأرقام، لم يتبق لدى المقاومة سوى جثتين، إحداهما لإسرائيلي والأخرى لعامل أجنبي، لكن إسرائيل بعنصريتها المعهودة لا تتحدث إلا عن جثة مواطنها”.
وفي المقابل، تشير التقارير إلى تجاهل الدولة العبرية للمطالب الفلسطينية والإنسانية. فوفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، يوجد 9500 مفقود فلسطيني قُتلوا على يد جيشها، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض المنازل.
ويقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 9 آلاف و300 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون من ظروف قاسية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العشرات منهم، وفقاً لتقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
