جنوب سوريا يشهد تحركات عسكرية إسرائيلية.. الرد العربي محل ترقب
شهد ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، الجمعة، توغلاً جديداً للجيش الإسرائيلي هو الثاني خلال يومين، في مؤشر على تصاعد الانتهاكات داخل المناطق العازلة المحاذية للجولان السوري المحتل. وذكرت قناة “الإخبارية” السورية أن قوة إسرائيلية توغلت في محيط قرية صيدا الحانوت ونصبت حاجزاً يفصل بين القرية ومزرعة المغاترة، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. ويوم الخميس، قالت وكالة “سانا” إن قوة إسرائيلية تضم ثلاث آليات عسكرية تقدمت غرب صيدا الحانوت وأقامت حاجز تفتيش في المنطقة نفسها.
ولم يصدر تعليق رسمي من دمشق بشأن التوغلات المتكررة، إلا أن الحكومة السورية دأبت على إدانة ما تصفه بانتهاكات إسرائيلية ممنهجة لسيادتها، مؤكدة التزامها باتفاقية فصل القوات لعام 1974، وهي الاتفاقية التي أعلنت تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024. وكانت الاتفاقية قد وُقّعت عقب أشهر من حرب أكتوبر 1973 لتنظيم خطوط الاشتباك ومنع الاحتكاك المباشر بين الجانبين.
وتصاعدت خلال الأشهر الماضية عمليات التوغل الإسرائيلي في القنيطرة، وسط شكاوى من الأهالي بشأن الاعتداء على أراضيهم الزراعية وتدمير مئات الدونمات من الغابات، إضافة إلى اعتقالات وحواجز تفتيش داخل القرى الحدودية. ورغم أن الحكومة السورية لم تبادر بأي تهديد عسكري تجاه إسرائيل، فإن الأخيرة كثفت من خروقاتها عبر توغلات برية وغارات جوية طالت مدنيين ومواقع عسكرية سورية.
وفي سياق متصل، تواصل الرفض العربي للجولة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل المنطقة العازلة جنوب سوريا، وهي جولة اعتبرتها عدة عواصم عربية سلوكاً استفزازياً واعتداءً مباشراً على السيادة السورية. وصدرت مواقف رسمية من السعودية وقطر والكويت والأردن والجزائر ومجلس التعاون الخليجي، دعت جميعها إلى تحرك دولي لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
المواقف العربية
السعودية دانت “التعدي المتعمد” على السيادة السورية، مؤكدة ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية والالتزام باتفاقية 1974.
قطر اعتبرت دخول نتنياهو ومسؤولي حكومته إلى الأراضي السورية المحتلة “تعدياً سافراً” و”تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي”، وطالبت بتحرك دولي عاجل.
الكويت أدانت بأشد العبارات زيارة نتنياهو للمنطقة المحتلة، ووصفتها بأنها خرق صارخ للقانون الدولي، مجددة دعمها لوحدة سوريا وسيادتها.
الأردن رأى في الزيارة “انتهاكاً خطيراً” و”تصعيداً استفزازياً”، ودعا المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بإنهاء اعتداءاتها واحترام السيادة السورية.
الجزائر طالبت بوقف فوري للانتهاكات وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي السورية المحتلة بما فيها الجولان، وذلك في بيان ألقاه مندوبها بمجلس الأمن باسم مجموعة “أ3+”.
وعبر مجلس التعاون الخليجي عن رفضه “النهج التصعيدي” لإسرائيل، معتبراً أن الزيارات الاستفزازية لنتنياهو ومسؤولي حكومته تمثل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي.
ومنذ احتلال الجولان عام 1967، وسّعت إسرائيل نطاق سيطرتها تدريجياً، واستغلت الاضطرابات الداخلية السورية بعد 2024 لتثبيت مكاسب ميدانية إضافية. ومع تزايد عمليات التوغل وتدمير المحاصيل والغابات، يرى السكان المحليون أن الاعتداءات تضعف مصادر رزقهم وتغير طبيعة المنطقة الحدودية بشكل ممنهج. ورغم غياب أي تهديد مباشر من دمشق، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ غارات وتوغلات عمّقت معاناة المدنيين وزادت من هشاشة الوضع الأمني جنوب سوريا.
