الخليج العربي

جولة مناورة جديدة.. وفد حوثي يلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن


بعد رفضهم مقابلته قبل نحو أسابيع، عاود وفد مليشيا الحوثي الجلوس مع المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث مرةً أخرى، في مناورة جديدة ضمن مراوغات لا تنتهي للمليشيا الانقلابية، مناورة تفضح تعنتها ورفضها للسلام، في اصطدام مدو مع الإرادة الدولية وآمال اليمنيين.

وتصطدم المراوغات الحوثية التي لم تنتهِ، ورفضهم الكامل لكل فرص ومبادرات السلام المقترحة من التحالف العربي والمبعوثين الأممي والأمريكي؛ بإجماع دولي على ضرورة إنهاء الصراع في اليمن، رغم تعنت المليشيات، واستمرار هجماتها على مدينة مأرب.

ويكشف الوضع على الأرض تكتيكات المليشيا، إذ تبع لقاء وفدها بجريفيث، فتح محور آخر للهجوم البري بجانب هجومها في مأرب، استهداف هذه المرة مناطق محررة بمحافظة الجوف فضلا عن هجمات إرهابية على مدن سعودية.

ويرى سياسيون يمنيون أن التصعيد الجديد يفضح المناورة السياسية لمليشيا الحوثي والتي تظاهرت بالرضوخ للضغوط الدولية في مسعى لكسب الوقت؛ وللتخفيف من كاهل الضغوط والعقوبات المستمرة؛ نتيجة تعنتهم المستمر، حيث أكد وكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية، عبداللطيف الفجير، أن مليشيا الحوثي ومنذ اتفاق السلم والشراكة، مرورًا بمشاورات الكويت وجنيف واتفاقيات كثيرة، يحاولون من خلالها الاستفادة من الوقت ليس إلا؛ لينقضوا لاحقًا كل ما تم الاتفاق عليه، وفق ما نقلت عنه العين الإخبارية.

وأشار الفجير إلى أن مليشيا الحوثي لا تفكر في أي سلام، بدليل استمرار هجماتها على مدينة مأرب اليمنية، رغم جهود السلام المتواصلة، مؤكدًا ارتهان قرار الانقلابيين الحوثيين لأسيادهم في إيران، وخضوعهم الكامل لأوامر وتعليمات صادرة من طهران، والتي لا يهمها سوى ابتزاز وتهديد دول الإقليم، ودفع الحوثيين بضرورة اقتحام مأرب، وهذا بالنسبة لهم هو معيار نجاح أو فشل.

الفجير أضاف أن الحوثيين لا يؤمنون بالسلام، ويوهمون المجتمع الدولي بأنهم مع الحوار ومع دعوات السلام، بينما هم عكس ذلك، يظهرون غير ما يبطنون، تمامًا كما فعل مع اتفاق ستوكهولم، لافتا إلى أن الحوثيين أدركوا فشلهم في اقتحام مدينة مأرب، وبدأوا يراوغون المجتمع الإقليمي والدولي؛ لذلك فهم الآن ماضون في محاولة كسب الوقت، كما يبحثون عن مكاسب عبر بوابة السلام.

بالإضافة إلى أن العقوبات الأمريكية على القيادات العسكرية الحوثية، دفعت المليشيا للعودة مجددًا للجلوس مع المبعوث الأممي، بعد أن سبق ورفضوا ذلك، ولهذا، فهم يحاولون أن يوهموا المجتمع الدولي بأنهم مع الحوار ومع دعوات السلام، رغم أن الواقع لا يوحي بهذه الرغبة، بحسب الفجير.

وكان مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، قد أصدر بيانًا تحدث فيه عن إنهاء جريفيث زيارة إلى مسقط، التقى خلالها محمد عبد السلام، كبير مفاوضي مليشيات الحوثي، وذكر أن جريفيث التقى كبار المسؤولين بسلطنة عمان، وناقش معهم خطة الأمم المتحدة لفتح مطار صنعاء ورفع القيود عن موانئ الحديدة لتعزيز حرية حركة الأفراد والسلع من وإلى اليمن، بحسب المبادرة السعودية.

يأتي ذلك ضمن الجهود الدولية والأممية؛ تمهيدًا للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، وإلزام الأطراف اليمنية بإعادة إطلاق عملية سياسية لإنهاء النزاع، وفق ما ذكر البيان.

وقال جريفيث: تظهر اجتماعاتي الأخيرة، بالإضافة إلى الدعم الدولي والإقليمي المستمرين، أنه لا يزال بإمكان الأطراف اغتنام هذه الفرصة وإحراز تقدّم نحو حلّ للنزاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى