حزب الله وإسرائيل وتكتيكات الحرب العالمية الثانية
مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، امتدت شظاياها إلى الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، مما دفع تل أبيب لإخلاء بعض المستوطنات على جبهتها الشمالية.
خطوات إسرائيلية، جاءت خوفا من تنفيذ حزب الله هجمات مماثلة لتلك التي شنتها حركة حماس، في أحداث وصفتها صحيفة «التلغراف» البريطانية، بأنها أشبه بـ«معركة القط والفأر»، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية تتبنى فيها، نهج «العودة إلى الأساسيات».
الحرب العالمية الثانية
وبعد وقت قصير من بدء القتال على هذه الجبهة حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود، طبع القادة الإسرائيليون ووزعوا مئات النسخ من كتيب قديم نُشر عام 1956، بناءً على الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية.
كما بدأت القوات الإسرائيلية في إعادة تعلم قيمة التمويه وللمرة الأولى منذ سنوات، أصبح الجنود الآن يحملون بشكل روتيني صفارات لتحذير الآخرين للاحتماء من قذائف الهاون التي يطلقها حزب الله، وهو إجراء أكثر فاعلية بكثير من الصياح عبر الراديو.
هذه الإجراءات تبدو مهمة وسط المخاوف من تصعيد إسرائيل على الجبهة الشمالية ليتحول الأمر من مناوشات إلى حرب كاملة، الأمر الذي حث الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجنبه.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قد توعد بأنه في حالة أي تصعيد من جانب حزب الله، فإن إسرائيل «ستعيد لبنان إلى العصر الحجري».
وزارت صحيفة «التلغراف» كيبوتس إيلون الواقع على الحدود مع لبنان والذي أخلته القوات الإسرائيلية بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت الأجواء في الكيبوتس متوترة على أمل أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ويمتد للجبهة الشمالية ليلتزم به حزب الله المدعوم من إيران رغم أنه ليس طرفا في الاتفاق.
تحول جذري
وقالت الصحيفة إن كيبوتس إيلون تحول من تلال خلابة كانت تجتذب المصطافين بأعداد كبيرة إلى مراكز للقيادة الإسرائيلية مزينة بالبنادق والدبابات والخنادق.
وأضافت أن الجنود في كيبوتس إيلون جميعهم تقريبًا من جنود الاحتياط وكان الكثير منهم يعيشون أنماط حياة غربية مريحة حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واعتبرت التلغراف، أن الأوضاع في الكيبوتس تفرض تحديات على الضباط والجنود الإسرائيليين للحفاظ على تركيزهم في أهبة الانتظار خاصة مع اقتراب فصل الشتاء بصعوباته.
ونقلت الصحيفة عن القائد المحلي المقدم دوتان رازيلي، من كتيبة برعام قوله: «في عام 2006، دخل الجيش إلى جنوب لبنان بسرعة كبيرة»، مضيفا: «منذ ذلك الحين تدربنا كثيرًا على الهجوم، وأخذ زمام المبادرة».
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أصبح أفضل تمويلا وتجهيزا وأكثر ذكاء من الناحية التكتيكية عما كان عليه قبل 17 عاما