حماس تكشف «العقدة الوحيدة» وعدد الرهائن «الأحياء»
مصير الرهائن المتبقين في غزة يشكل أهمية بالغة لأي اتفاق لإنهاء الحرب الدموية التي طال أمدها بين إسرائيل وحماس بالقطاع المحاصر.
لكن المتحدث باسم حماس وعضو المكتب السياسي أسامة حمدان، كشف لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه “لا أحد لديه فكرة” عن عدد الأحياء من الرهائن الـ120 المتبقين في قطاع غزة.
وأكد أن أي اتفاق لإطلاق سراحهم يجب أن يتضمن ضمانات بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، تحدث حمدان عن موقف الحركة من محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة، ووجهة النظر حول ما إذا كانت حماس تندم على قرارها مهاجمة إسرائيل بالنظر إلى ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين.
وتعتقد الولايات المتحدة أن حماس التي تصنفها واشنطن ودول أخرى “إرهابية” تملك مفتاح المحادثات. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشبكة “إن بي سي” يوم الخميس، إن “المساومات يجب أن تتوقف”، وحث رئيس الحركة في غزة يحيي السنوار على إنهاء الحرب، قائلا “إنه آمن نسبيا تحت الأرض؛ الناس الذين يدعي أنه يمثلهم، يعانون كل يوم”.
أينما وليت وجهك في غزة ستجد دمار الحرب
“لا يلبي المطالب”
وفيما يتعلق بالاقتراح الأخير المطروح حاليا على الطاولة، وأيده مجلس الأمن، اعتبر حمدان أنه ” لا يلبي مطالب الحركة بإنهاء الحرب”.
وأضاف “حماس بحاجة إلى موقف واضح من إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من غزة، والسماح للفلسطينيين بتحديد مستقبلهم بأنفسهم، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار… ونحن مستعدون للحديث عن صفقة عادلة بشأن تبادل الأسرى”.
وخلال الأيام الماضية، تكثفت المفاوضات حول الاقتراح المدعوم من الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لكن يبدو أنها توقفت، يوم الأربعاء، بعد أن قدمت حماس ردها عليه، بعد 12 يوما من استلامه لأول مرة.
وأعرب بلينكن عن إحباطه مما قال إنه قرار حماس تقديم “العديد من التعديلات”، واصفا بعضها بأنها “تتجاوز المواقف التي اتخذتها الحركة في السابق”.
لكن بلينكن أوضح في مؤتمر صحفي بالدوحة أن “بعض التغييرات قابلة للتطبيق”.
وتضع خطة وقف إطلاق النار التي وافق عليها مجلس الأمن، الإثنين الماضي، نهجا مرحليا لإنهاء الحرب، عبر ثلاث مراحل وهي:
الأولى: يتم التوصل فيها إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يتم بموجبه تبادل بعض الرهائن بأسرى فلسطينيين وينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
أما المرحلة الثانية فتنص على الإنهاء الدائم للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، على أن يكون تنفيذها بعد إجراء المزيد من المفاوضات بين الجانبين.
فيما تبدأ الثالثة بخطة إعادة إعمار كبرى متعددة السنوات في غزة وإعادة رفات أي رهائن متوفين ما زالوا في غزة إلى عائلاتهم.
“العقبة الرئيسية”
لكن حمدان كشف لـ”سي إن إن” أن مدة وقف إطلاق النار كانت قضية رئيسية بالنسبة لحماس، التي تشعر بالقلق من أن إسرائيل “ليست لديها أي نية لمتابعة المرحلة الثانية من الصفقة”.
وقال إن “نهاية الأعمال العدائية يجب أن تكون دائمة، ويجب على إسرائيل أن تنسحب من غزة بشكل كامل”.
وتابع: “الإسرائيليون يريدون وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع فقط ثم يريدون العودة إلى القتال، وهو ما أعتقد أن الأمريكيين، حتى الآن، لم يقنعوا الإسرائيليين بقبول (وقف دائم لإطلاق النار)، وأعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إقناع إسرائيل بقبول وقف دائم لإطلاق النار كجزء من الصفقة”.
أينما وليت وجهك في غزة ستجد دمار الحرب
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض أكد مرارا وتكرارا أنها خطة إسرائيلية قبلتها الحكومة، إلا أن إسرائيل لم تعلن رسميا حتى الآن التزامها بالصفقة.
ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض لضغوط للإعلان عن دعمه للخطة الحالية، قال مرارا وتكرارا إن الحرب لن تنتهي حتى تقضي إسرائيل على حماس.
وخلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الجاري، أعلن بلينكن أن نتنياهو “أكد” له أن “إسرائيل تدعم هذا الاقتراح وكانت مستعدة لقول نعم”.
وقال “على حماس أن تثبت أنها أيضا تريد أن ينتهي هذا الأمر. إذا حدث ذلك، يمكننا أن نضع حدا له. وإذا لم يحدث ذلك، فهذا يعني أنها تريد أن تستمر الحرب”.
هجوم أكتوبر
وفي حديثه مع القناة الأمريكية، تجنب حمدان مرارا وتكرارا أية أسئلة حول دور حماس في معاناة الفلسطينيين بغزة. ووصف هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي أشعل الحرب الحالية في غزة، بأنه “رد فعل ضد الاحتلال”.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر العشرات. فيما أوقعت الحرب الإسرائيلية حتى اليوم أكثر من 37 ألف قتيل فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة بالقطاع.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 90% من سكان القطاع قد نزحوا بسبب القتال.