حصري

حمد بن جاسم يثير غضب تميم


أثار حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري السابق على مدار الأيام الماضية، جدلا واسعا ببلاده وخارجها.

إثر تصريحاته التي تعد “سقطات متكررة”، بحواره لصحيفة “القبس” الكويتية، ما أثار حفيظة وغضب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

حمد بن جاسم يثير حفيظة تميم بن حمد

بعد أيام الجدل الضخم حول حوار حمد بن جاسم، لصحيفة “القبس” الكويتية. خرج رئيس الوزراء القطري السابق مبديا أسفه وندمه على تصريحاته الصادمة بالحديث.

وقد زعم بأن أجزاء من الحوار لم تعرضها “القبس”. وهو ما أثار التساؤلات بشأن توجيه التوبيخ له من قبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

و بعد ما أحدثته من جدل كشفت مصادر مطلعة أن تصريحات بن جاسم أثارت حفيظة أمير قطر، كونه كشف جانبا مخيفا من خبايا النظام القطري وتنظيم الحمدين، والعلاقة مع الإخوان، ما أحدث توترات داخل النظام.

وفي محاولة لإصلاح الصدع الداخلي الذي شهدته البلاد إثرها أضافت المصادر أن تميم بن حمد وجه حمد بن جاسم للاعتذار والتراجع عن تلك التصريحات.

بن جاسم يتنصل من سقطاته

لذلك تنصل حمد بن جاسم، اليوم الأحد، من تصريحاته، أو على الأقل يقول إن هناك أجزاء محذوفة أضرت بالمعنى.

وفي الوقت ذاته برأ “القبس” من أي ذنب، والتمس لها العذر، معربا عن أسفه للمشاهد لأن بعض الحلقات لم تذع كاملة لأسباب رفض ذكرها.

وقال رئيس الوزراء القطري السابق في تصريحاته: “بعد اكتمال بث حلقات لقائي مع (القبس) أود أن أشكر من تولوا هذا العمل في القبس على تعاونهم وجهودهم. كما أود أن أعرب عن أسفي وتفهمي لموقفهم لأنهم لم يستطيعوا إخراج الحلقات كاملة لأسباب لا داعي لذكرها“.

وتابع: “رغم أنه كان هناك اتفاق صريح مع القبس على أن تذاع الحلقات كاملة من دون أي حذف. وهو ما شجعني وجعلني أوافق على الحديث معهم، ولكن تم حذف مقاطع من أكثر من 15 حلقة“.

وقائع ملفقة وأزمة الإخوان

وقال رئيس الوزراء القطري الأسبق: “أود كذلك أن أنوه إلى بعض اللبس الذي وقع في بعض الحلقات. ومنها عند الحديث عن موضوع (الإخوان) من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلاقتهم مع الملك عبد العزيز كما قلت.  والصحيح هو أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب كانت علاقته أولا بالإمام محمد بن سعود أمير الدرعية“.

وكان من بين السقطات التي وقع فيها بن جاسم  بروايته لأحداث وقعت مع أشخاص. بينما الحقيقة أن أشخاصًا آخرين كانوا هم المسؤولين في هذا الوقت، ما ينسف قصصه الكاذبة.

واعترف على سبيل المثال، قائلاً: “وأود كذلك أن أنوه إلى ما ذكرته بخصوص اجتماع لي في الأمم المتحدة مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، كما ذكرت، والصحيح هو مع وليد المعلم“.

روايات كاذبة

كما أشار حمد بن جاسم إلى تصحيح تاريخي لبعض الأشياء التي صرح بها، عندما ذكر أن “آخر وزير للخارجية الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش الأب كان جورج شولتز، والصحيح هو لورنس إيغلبيرغر الذي تولى المنصب لعام واحد فقط 1992-1993″، وكذلك “رئيس الوزراء البريطاني الذي خلف جوردون براون هو ديفيد كاميرون“.

وتابع أنه وقع في “خلط بين أمور حدثت في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عُقد في الدوحة عام 2000 ومؤتمر القمة العربية الذي عُقد عام 2003“.

اللافت أن الأخطاء التاريخية التي وقع فيها حمد بن جاسم تنسف الكثير من تصريحاته. وتجعل منها حكايات مزورة لوقائع تاريخية، ما يدينه تاريخيًا، ولاقى بسببه نقدًا واسعًا وبالحقائق والتواريخ، وكشف كذب رواياته.

أكاذيب الصندوق الأسود

وكانت “القبس” أجرت من خلال برنامج “الصندوق الأسود” سلسلة حلقات مع رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية السابق. والتي تحدث من خلالها عن السياسة الخارجية لدولة قطر، إضافة إلى عدد من القضايا العربية والإقليمية والدولية، خصوصا جماعة الإخوان.

وكانت تصريحات رئيس الوزراء القطري السابق، تشير إلى أن الإخوان أصبحت جماعة منبوذة.

ولم يعودوا حلفاء له كما كانوا في السابق. وفسر مراقبون تصريحات بن جاسم في ذلك الوقت على أنها مساعي قطر لإزالة العائق أمام تقاربها مع الدول الخليجية والعربية.

وفي لقائه على منصة القبس في أوائل شهر مارس الجاري، وصف حمد بن جاسم إدارة الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، بأنها تصلح “لإدارة دكان – أي محل – وليس لإدارة دولة“.

وكشف بن جاسم في حواره عن أن الدوحة استضافت اجتماعًا بين مساعدين لمرسي وممثلين للإدارة المصرية في عهده مع ممثلين للإدارة الأميركية، للتقريب بين الطرفين، حيث كانت واشنطن ترغب في التعرف على اتجاهات النظام المصري وسياساته الاقتصادية.

وقال رئيس الوزراء القطري السابق: “خرجت من الاجتماع وأنا مصدوم، فكان مستوى جماعة مرسي لا يرقى للنقاش الدائر حينها”، فقد كانوا “مساكين يصلحون لإدارة دكان وليس للدولة“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى