سياسة

خادم الإخوان ومنفذها إلى السلطة: قوى مدنية تفتح النار على ياسر العطا


فتحت قوى مدنية سودانية النار على مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق ياسر العطا، الخادم الأمين للنظام السابق ولجماعة الإخوان المسلمين. والذي يُعتبر منفذها إلى السلطة من جديد، على خلفية تصريحاته الأخيرة. التي وجّه فيها الاتهامات بالعمالة للقوى السياسية الرافضة للحرب.

وانتقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) الفريق ياسر العطا، على خلفية تصريحاته الجديدة، قائلة: إنّ “الرجل غارق في بحر دماء شعب السودان التي سفكها دون رحمة. ولا يحق له أن يدّعي أفضلية أخلاقية تمنحه حق توزيع صكوك الوطنية وجدارة الانتماء إلى تراب الوطن وشعبه”.

وقال المتحدث باسم تنسيقية (تقدم) بكري الجاك في بيان نقله موقع صحيفة (الراكوبة): إنّ “تصريحات العطا تكشف عن مأساة المؤسسة العسكرية التي سُيست حتى النخاع. ولم تعد تكترث لأبسط قواعد المهنية العسكرية. فليس للرجل رؤية للحرب ولا رؤية للسلام.وإنّما أدمن حرب الكلام التي تضج بالعنصرية والحط من قدر العديد من المكونات السودانية الأصيلة”.

وأكد أنّ “المؤسسة العسكرية اخترقتها الحركة الإسلاموية بصورة كبيرة. وحولت بعض كبار قادتها إلى مجرد متحدثين باسمها. عوضاً عن أن يتقيدوا بالمهنية والانضباط والصرامة الواجب توفرها في من يرتدي البزة العسكرية. ممّا أضعفها وأوصلها إلى مدارك سحيقة من الاستهتار بمصالح الشعب وبمقدّرات البلاد”.

وأشار إلى أنّ ذلك ما كشفته بجلاء حرب 15 نيسان (أبريل). التي أوضحت صحة ما ذهبنا إليه من وقت مبكر حول ضرورة بناء جيش مهني قومي واحد. ينأى عن ممارسة السياسة والاقتصاد ويتقيد بواجباته الأساسية التي تنحصر في الدفاع عن البلاد من المهددات الأمنية.

وأضاف: “نؤكد نحن فى تنسيقية (تقدم) .أنّ مثل هذه الأحاديث لن تزيدنا إلا تمسكاً بطريقنا. الذي اخترناه في البحث عن سبل إحلال السلام في بلادنا، وهو طريق تعترضه قوى عديدة تستثمر في الحرب وتتخذها سُلماً لبلوغ غاياتها السلطوية على حساب خراب البلاد وموت العباد. ومصاعب هذا الطريق لن تثنينا عن العمل لصالح بلادنا وشعبها حتى تنتهي هذه المأساة. وتنعم بلادنا بالسلام والعدالة والديمقراطية والرخاء في وطن تنتهي فيه كافة أشكال التمييز والتسلط والفساد”.

وأكد أنّ التهم التي دمغ بها العطا تنسيقية (تقدم) بالعمالة والخيانة كاذبة. وتنمّ عن درجة عالية من عدم المسؤولية في إطلاق الحديث على عواهنه فيمن يفترض فيه صفة القيادة والحكمة.

ومن جهته، انتقد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف تصريحات العطا. قائلاً: إنّ “حديث الجنرال يصلح أن يكون مادة كوميدية. لولا أنّ البلاد غارقة في تراجيديا الحرب وأحزانها التي لا تنتهي”.

وأضاف أنّ “المستمع لحديث الجنرال لا يملك إلا أن يشعر بالأسى على حال البلاد. وبالقلق العميق طالما كانت هذه رؤى وأفكار أحد الذين يتخذون فيها قرارات مصيرية تتعلق بحياة الناس ومعاشهم”.

وأوضح يوسف عبر حسابه على منصة (إكس) أنّ “حديث الجنرال العطا يكشف عمق الأزمة التي تعانيها المؤسسة العسكرية، وهي تتحدث في السياسة والاقتصاد والمجتمع. وتقوم بكل شيء سوى مهامها التي وجدت من أجلها وهي حماية أمن البلاد والعباد.

وأشار إلى أنّ “السودان تحول إلى خراب شامل. وإلى نموذج في الفشل والكوارث بفضل إدارة العطا ورفاقه”.

وذكر يوسف أنّ “تصريحات مساعد البرهان لم تعد مثار نقد القوى السياسية فحسب. بل حتى من رفاقه في المؤسسة العسكرية، الذين يراقبون تصريحاته ويحذفون الكثير منها. ممّا يدل على المشاكل التي يسببها كلما أمسك بالمايكروفون”.

وعلّق الخبير القانوني سيف الدولة حمد الله على حديث العطا بقوله: إنّه لا يعرف شخصاً يختار لنفسه أن يكون موضع مسخرة .وتندر العوام مثل الفريق ياسر العطا كلما نطق لسانه بتصريح.

وقال في منشور على موقع (فيسبوك): إنّ العطا كشف عدم قدرة قيادات الجيش الحالية على الاستمرار في الحرب. وذلك من خلال حديثه عن أنّ البرهان أبلغه برغبته في التنحي؛ لأنّه قد وصل الحد.

وأضاف حمد الله أنّه “في العرف والعقيدة العسكرية. لا يسمح للجندي العادي الانسحاب بإرادته من ميدان المعركة. وإن فعل، يُسمّى ذلك هروباً من الميدان، وعقوبته الإعدام. هذه حقيقة لم ينتبه إليها الفريق العطا الذي أصبح عند الناس في مقام درويش يهرطق دون حساب”.

يُذكر أنّ العطا يُعرف بدعمه لمشاركة الإسلاميين ضمن صفوف الجيش في الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع. وقد أثار ظهوره الإعلامي المكثف في الآونة الأخيرة جدلاً وانتقادات.

ووفق مراقبين، فإنّ العطا يخدم أجندته الشخصية لتولي زمام الأمور في الجيش بدعم من الحركة الإسلامية. في حين يرى آخرون أنّ ما يصدر من جانب العطا من مواقف أو تصريحات يندرج تحت سياسة توزيع الأدوار بينه وبين عبد الفتاح البرهان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى