خلافات في القمة.. الشاباك يكشف مطالب مثيرة للجدل من نتنياهو

كشف رئيس “الشاباك” الإسرائيلي رونين بار النقاب عن طلبات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منه خلف الأبواب المغلقة، بينما رد الأخير بتكذيبه.
بار أشار في رسالة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، إلى أن “الطلبات غير القانونية” قدمت في غرف مغلقة وبعيدا عن تسجيل الكاميرات.
وقال في الرسالة : “تحدث معي رئيس الوزراء مرارًا وتكرارًا عن توقعه في أن يتخذ جهاز الأمن العام (الشاباك) إجراءات ضد المدنيين المشاركين في الاحتجاجات ضد الحكومة”.
-
حكم قضائي يمنع الحكومة من عزل رئيس جهاز الشاباك
-
خلافات سياسية وأهداف انتخابية.. ما الذي يمنع نتنياهو من قبول الاتفاق؟
وأضاف: “طُلب مني تقديم تفاصيل حول هوية المدنيين، الناشطين في حركة الاحتجاج، الذين كانوا يتتبعون المسؤولين المنتخبين الخاضعين لحراسة أمنية من الشاباك“.
وتابع: “لقد أوضح لي أنه يتوقع مني مراقبة ممولي الاحتجاجات”. وأردف: “كما أوضح لي، خلال المناقشات حول الاحتجاجات، أنه في حال حدوث أزمة دستورية، فإن عليّ أن أطيع رئيس الوزراء لا المحكمة العليا”.
وأشار بار إلى أن التفاصيل الكاملة للمسألة ستُقدم كجزء من الإفادة السرية.
وتضمنت الرسالة جزءا علنيا تم نشره وجزءا سريا تم التكتم عليه.
وذكر بار أن طلبات نتنياهو بالتصرف بما يخالف القانون قد رُفضت.
-
إقالة رئيس الشاباك: بداية صراع سياسي بين نتنياهو والمحكمة العليا
-
نتنياهو يقطع أوصال غزة عبر إنشاء ممر “موراج” العازل
وقال: “في حالات عديدة، طلب (نتنياهو) مناقشة هذه الأمور بعد انتهاء الاجتماعات وبعد أن وجه مساعده العسكري والسكرتير الذي كان يُسجل الاجتماعات بمغادرة الغرفة، بهدف واضح هو عدم تسجيل كلماته”.
وكتب بار أنه يُقدم الإفادة “انطلاقًا من واجبه تجاه مواطني إسرائيل وحرصه البالغ على قدرة رؤساء الشاباك المستقبليين على الحفاظ على مهنية الجهاز واستقلاليته وفقًا لغرضه القانوني فقط، على الرغم من الضغوط التي قد تُمارس على رئيس الجهاز المستقبلي ليتمكن من التصرف دون التعرض لخطر الفصل التعسفي”.
-
المعارضة الإسرائيلية: إقالة رئيس الشاباك بمثابة “إعلان حرب”
-
انتقادات أمريكية تجبر نتنياهو على التراجع عن تعيين شارفيت رئيساً للشاباك
شهادة بالإكراه
وردًا على ادعاء نتنياهو بفقدان ثقته برئيس الشاباك، قال بار إن ذلك جاء بعد أن طُلب منه تقديم ذريعة لرئيس الوزراء للتهرب من الإدلاء بشهادته في محاكمته الجنائية، ودعوته العلنية إلى تشكيل لجنة تحقيق وطنية في الإخفاقات التي أدت إلى “مجزرة حماس”، في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكشف بار النقاب عن أن نتنياهو ضغط عليه “بشكل غير عادي” لإعطاء رأي لا يسمح لنتنياهو بالظهور علنا (في المحكمة التي تنظر في تهم الفساد ضد نتنياهو).
وقال: “لقد تم بذل جهد لإكراهي على قبول رأي مهني مزعوم، صاغه رئيس الوزراء أو شخص نيابة عنه، وتم تكليفي بتقديمه على أنه موقف رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)”.
-
الشاباك ومسؤولية فشل 7 أكتوبر.. ماذا عن اقتحامات الأقصى؟
-
إسرائيل تتحدى إيران: تصريحات قوية من نتنياهو بشأن النووي الإيراني
كذبة المعرفة المسبقة بالهجوم
وأضاف بار أن قرار إقالته جاء بعد أن وجد تحقيق الشاباك أن الحكومة مسؤولة أيضًا عن إخفاق 7 أكتوبر 2023.
وأكد بار على أن نظريات المؤامرة التي زعمت أن “الشاباك” كان على علم مسبق بهجوم حماس “هي كذبة وتحريض ضده وضد الشاباك“.
وشدد على أنه حذر نتنياهو في يوليو/تموز 2023 من خطر أمني جسيم، وهو “تنبيه قبل الحرب”.
وقال: “كان هذا تصريحًا غير مسبوق وغير مألوف، حين يصدر عن رئيس الشاباك“.
وأضاف: “بكل ألم، أؤكد أنه لم يتوقع أحد وقوع مثل هذا الهجوم، وبالتأكيد ليس في ذلك الوقت”.
-
عرض نتنياهو لحماس.. نزع السلاح مقابل مغادرة القادة
-
نتنياهو يعيد تشكيل غزة.. هل التصعيد مقدمة للتقسيم؟
استقالة مرتقبة
وقال بار: “أُقدّم هذه الإفادة رغم التكلفة الباهظة التي تكبدتها الوكالة ونفسي، لضمان احترافية الشاباك وخلفي، وقدرته/قدرتها على رفض تنفيذ تعليمات غير صحيحة، ولكي تتمكن (المحكمة) من البت في الأمر بناءً على الحقائق الكاملة”.
وأضاف أنه على الرغم من عدم علمه بأسباب إقالته، إلا أن سلسلة الأحداث التي أدت إليها تركت استنتاجا بأنها لم تكن ذات طابع مهني، بل كانت نتيجة توقع ولاء شخصي من رئيس الوزراء.
وقال: “أدى هذا، في رأيي، إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء، بالتزامن مع حملة ضدي وضد الشاباك على وسائل التواصل الاجتماعي”.
-
حرب التصريحات بين نتنياهو وحماس تضع الهدنة على المحك
-
مفاوضات هدنة غزة.. نتنياهو يصعّد وسط تصاعد الغضب
وأضاف: “يجب أن أشير هنا إلى أنه منذ بداية الحرب وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حظي الشاباك بإشادة من رئيس الوزراء، سواء في المناسبات العامة أو في جلسات العمل، بما في ذلك تحرير الرهائن في غزة وعمليات الاغتيال المستهدفة لقادة الإرهاب في غزة ولبنان والضفة الغربية وغيرها”.
وتابع بار أن قرار إقالته “لم يكن مرتبطا بالمستوى المهني، ولكن في توقع الولاء الشخصي من جانبي لرئيس الحكومة”.
وأضاف رئيس الشاباك: “هذه الأسباب أدت، حسب فهمي، إلى سلسلة غير عادية من الإجراءات من جانب رئيس الحكومة، وبالتوازي مع ذلك كان هناك نشاط إعلامي ضدي وضد الجهاز على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأعلن بار عزمه الاستقالة قريبا من منصبه دون تحديد موعد.
وكانت حكومة نتنياهو قررت إقالة بار على أن يدخل القرار حيز التنفيذ يوم 10 أبريل/نيسان الجاري ولكن المحكمة العليا أوقفت القرار ردا على التماسات قدمت لها.
ومن المقرر أن تتلقى المحكمة يوم الخميس ردا مكتوبا من حكومة نتنياهو على رسالة بار.
-
تباين في المواقف.. القاهرة تتحدث عن تقدم ونتنياهو ينفي الاتفاق
-
نتنياهو ينتقد رئيس “الشاباك” علنًا بسبب هجوم 7 أكتوبر
تعقيب نتنياهو
ومع ذلك فقد استبق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إرسال الرد ببيان نفى فيه اتهامات بار.
وقال البيان: “إفادة رونين بار مليئة بالأكاذيب وتكشف عن إخفاقاته، فهو يصرح بأنه في ليلة السبت من شهر أكتوبر (ليلة هجوم حماس)، أيقظ النظام بأكمله. وينسى فقط أن يذكر أنه لم يحذر رؤساء النظام ورئيس الوزراء ووزير الدفاع. لو فعل ذلك، لكان من الممكن تجنب المذبحة”.
وأضاف: “رونين بار هو والد الفشل ويجب عليه العودة إلى المنزل”.
وأشار إلى أنه “على النقيض من التصريح الكاذب الذي أدلى به بار، فإن رئيس الوزراء لم يسع مطلقا إلى تأجيل محاكمته. وعلى العكس من ذلك، أصر رئيس الوزراء على عقد محاكمته دون أي تأجيل”.
-
نتنياهو و«الدولة العميقة»: هل يحاول استنساخ تجربة ترامب؟
-
مفاوضات هدنة غزة.. نتنياهو يتراجع قبيل لقائه ترامب
وتابع “لقد فشل رئيس جهاز الشاباك فشلاً ذريعاً في التعامل مع التحريض ضد المستوى السياسي، بما في ذلك الدعوات إلى اغتيال رئيس الوزراء والتحريض ضد الوزراء”.
وأضاف: “فشل بار في منع إطلاق القنابل الصوتية من قبل المتظاهرين العنيفين على منزل رئيس الوزراء في قيسارية، ما أدى إلى حرق حارس أمن حتى الموت وإشعال النار في المنزل”.
وتابع: “أكد رئيس الوزراء ووزراء الحكومة مراراً وتكراراً في مناقشات الحكومة والمجلس الوزاري أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات لمواجهة التحريض الجامح والعنيف ضدهم وضد عائلاتهم. ولم يطلبوا هم ولا رئيس الوزراء اتخاذ إجراءات غير قانونية ضد المتظاهرين، بل طالبوا بتطبيق القانون على نحو متساو، وهو ما لم يتحقق بعد”.
-
ملفات ساخنة: نتنياهو يبحث مع ترامب توسيع السلام وأزمة غزة وإيران
-
عقبات أمام اتفاق غزة.. نتنياهو يشكك و«حماس» تتفاءل
-
اتفاق غزة ومكاسب ائتلاف نتنياهو.. هل تشمل الصفقة تعويضات ضخمة؟
-
نتنياهو ينفي التوصل لاتفاق نهائي مع حماس حول الهدنة
-
هدنة غزة: تقاطع المصالح بين نتنياهو وحماس في ميزان السياسة
-
التبادل الخامس للأسرى.. دلالات ورسائل موجهة إلى ترامب ونتنياهو
-
خسائر 7 أكتوبر تتجاوز الميدان.. دعوات لرحيل نتنياهو تتصاعد