دبلوماسية إماراتية نشطة تسترشد بمبادئ الخمسين
يتواصل الحراك الدبلوماسي الإماراتي معلنًا مرحلة جديدة من التعاون العربي والإقليمي بمعايير أكثر من واضحة وصريحة.
فلا مكان لسباق التسلح أو السلاح النووي والكيماوي وغيره، لا مكان إلا للتعاون بين دول المنطقة لخير شعوبها ومصالحها العليا.
وإنّ قراءة متأنية لمواقف الإمارات الأخيرة من لقاءات عقدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، واتصالات أجراها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، تؤكد حرص دولة الإمارات على تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وتؤدي مثل هذه القراءة إلى اتضاح معالم سياسة الإمارات، استرشادًا بمبادئ الخمسين، التي نص المبدأ الخامس منها حصرًا على “حسن الجوار أساس للاستقرار، والمحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة يعتبر خط الدفاع الأول عن أمنها وسلامتها ومستقبل التنمية فيها، وتطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع هذا المحيط يعتبر من أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة”.
ومن لقاءات صاحب السمو رئيس دولة الإمارات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس وزراء جمهورية رومانيا الصديقة، نيكولاي تشيوكا، وقبله استقبال سموه لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ولفخامة الرئيس حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، وقبل ذلك لقاءات سموه ضمن اللقاء الرباعي في العقبة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من مثل هذه اللقاءات، تبرز حقيقة محورية دور الإمارات في حل المشكلات الخلافية إقليميًّا وعالميًّا، وسعيها الحثيث لوضع أسس وركائز تعاون إقليمي وعالمي بنّاء، والتركيز على استدامة التنمية وترسيخ سياسات خيّرة تؤمّن للشعوب الأمن والاستقرار والازدهار.
ومع ما يصاحب هذه الزيارات واللقاءات والاتصالات، التي تجريها قيادتنا الحكيمة، من مبادرات تعاون ومساعدات ومشاريع شراكات استراتيجية، يبدو جليا سلوك الإمارات في تغليب الحوار على أي اعتبار آخر، والإيمان بأن السياسات قد وُجدت لخدمة الناس ورعاية مصالحهم وتيسير أمورهم، واليقين بأنّ ما يجمع شعوب ودول المنطقة أكثر مما يفرقها، وأنّ السلام سيظل غاية كل حوار، والأخوة الإنسانية فوق كل اعتبار.
كما يتضح لنا في قراءة ما بين سطور هذا الحراك الدبلوماسي الرئاسي الخلاق والحكيم، التزام الإمارات مبادئ الآباء المؤسسين، طيّب الله ثراهم، وبالإرث الكبير الذي تركه لنا المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد، طيّب الله ثراه، والذي سيظلّ رمزًا للخير والعطاء الإنساني، وتظل دولة الإمارات العربية المتحدة مصدر الخير للإنسانية دون تمييز.