سياسة

ذكرى اغتيال كينيدي


تحل الذكرى الـ60 لاغتيال جون كينيدي في لحظة صعبة يتنافس فيها إرث العائلة مع ترشح لروبرت إف كينيدي جونيور، بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتحل في 22 نوفمبر من كل عام، الذكرى الـ60 لاغتيال كينيدي، وهو الحادث الذي يُعد نقطة انعطاف في تاريخ الولايات المتحدة باعتباره منبعا لنظريات المؤامرة في البلاد.

كما تأتي الذكرى في لحظة غير عادية بالنسبة لآل كينيدي يتنافس فيها إرث العائلة المتمثل في دعم الخدمة العامة والمثل العليا، مع الترشيح الرئاسي لروبرت إف كينيدي جونيور صاحب الآراء المثيرة للجدل التي أدت إلى خرق صفوف العائلة.

وقالت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية إن تصريحات المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي المناهضة للقاحات وتعليقاته التحريضية حول كل شيء بدءًا من المحرقة وحتى وباء كوفيد، أدت إلى خرق عائلي نادر.

ونقلت الوكالة تصريحات سابقة لكيري كينيدي شقيقة المرشح المحتمل، أشارت خلالها إلى خلافاتها معه “في العديد من القضايا”، في حين وصف جاك شلوسبيرغ، حفيد الرئيس كينيدي، ترشيح روبرت بأنه “أمر محرج”.

وقال المؤرخ ثورستون كلارك، الذي ألف كتبا عن الرئيس كينيدي وشقيقه روبرت “لم نر هذا يحدث من قبل في عائلة كينيدي… في الماضي، كانوا مترددين جدًا في مهاجمة بعضهم البعض”.

ولا يحظى روبرت كينيدي جونيور بشهرته الحالية بسبب تصريحاته المثيرة أو ابتعاده عن تاريخ العائلة فقط، إنما أيضا لأنه من النادر أن يشارك أحد أفراد العائلة الآن في الحياة السياسية.

وعلى مدى أجيال، كانت أسرة كينيدي في مرتبة واحدة مع آل أدامسيس، وروزفلت، وبوش ويعود تاريخ وجودهم في المناصب العامة إلى تسعينيات القرن التاسع عشر، وتحديدا إلى عهد النائب ثم عمدة بوسطن جون فرانسيس فيتزجيرالد، جد الرئيس الراحل.

وخلال رئاسة جون كنيدي التي امتدت خلال الفترة من 1960 إلى 1963، كان الحكم بالتأكيد شأنا عائليا.

فكان روبرت كينيدي المدعي العام وأقرب مستشاري الرئيس، وكان صهره سارجنت شرايفر يرأس فيلق السلام المشكل حديثًا، فيما كان صهره الآخر ستيفن سميث رئيسًا لموظفي البيت الأبيض.

وانُتخب الأخ الأصغر تيد كينيدي لمقعد جون إف كينيدي السابق في مجلس الشيوخ في ماساتشوستس في نفس الفترة.

وأدى اغتيال الرئيس كينيدي إلى تكثيف المشاعر تجاه العائلة، وأصبح تيد كينيدي صوتًا ليبراليًا ومشرعًا موقرًا، بينما تم اختيار شريفر ليكون نائبًا لجورج ماكجفرن في حملتهما الرئاسية غير الناجحة عام 1972.

أما باتريك كينيدي فكان عضوًا في الكونغرس لمدة 8 فترات عن ولاية رود آيلاند وجوزيف كينيدي الثاني، نجل روبرت، خدم لـ6 فترات كعضو في الكونغرس عن ولاية ماساتشوستس وشقيقته كاثلين كانت نائب حاكم ولاية ماريلاند لفترتين.

كما كان أرنولد شوارزنيغر، الذي كان متزوجًا حينئذ من ابنة أخت جون كينيدي ماريا شرايفر، حاكمًا لولاية كاليفورنيا لفترتين.

لكن عائلة كينيدي انسحبت من الحياة السياسية في القرن الحادي والعشرين، وحاليا لا يعمل أي من أقارب كينيدي في الكونغرس أو كحاكم ولاية.

وكانت كارولين ابنة جون كينيدي منفتحة في 2009 على تولي مقعد هيلاري كلينتون في مجلس الشيوخ بعد أن اختار الرئيس الأسبق باراك أوباما، الأخيرة، وزيرة للخارجية لكنها تراجعت وسط إشارات بأن حاكم نيويورك ديفيد باترسون لن يختارها.

وعملت كارولين كسفيرة لدى اليابان خلال إدارة أوباما، وسفيرة لدى أستراليا في إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.

وحاليا اجتذب روبرت إف كينيدي جونيور عددا أكبر من المؤيدين مقارنة بمعظم المرشحين المستقلين للانتخابات الرئاسية، لكن المؤرخ جوليان زيليزر يرى أن الرئيس جون كنيدي وشقيقه روبرت كانتا “شخصيتان موحدتان” لكن روبرت الابن رمزًا “للانقسام وانعدام الثقة ونوع من الشك حول الثقافة العامة”.

بدوره، أصدر روبرت كينيدي بيانًا بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال عمه وعد فيه “بإعادة الولايات المتحدة إلى طريق السلام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى