روسيا توسع نفوذها العسكري في إفريقيا: تهديد للمصالح الأمريكية والبريطانية عبر قاعدة بورتسودان
في السنوات الأخيرة، اتخذت روسيا خطوات متسارعة لتعزيز وجودها العسكري في إفريقيا، مما شكل تهديدًا متزايدًا للمصالح الغربية في المنطقة، وخاصة الأمريكية والبريطانية. أبرز هذه الخطوات كان إنشاء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان. التي تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز النفوذ الروسي في البحر الأحمر، وهو ممر حيوي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس ومضيق باب المندب. هذا التوسع العسكري في منطقة حساسة. يعكس تحولًا في ديناميكيات الأمن الإقليمي، ويضع مزيدًا من الضغوط على القوى الغربية التي تسعى للحفاظ على هيمنتها في المنطقة.
-
اهتمام أميركي أكبر بغرب افريقيا والسبب روسيا
-
روسيا توسع نفوذها في إفريقيا بانفتاح دبلوماسي غير مسبوق
القاعدة البحرية الروسية في بورتسودان: تعزيز النفوذ في البحر الأحمر
بورتسودان، المدينة السودانية الواقعة على البحر الأحمر، تمثل أحد أهم المواقع الاستراتيجية في العالم. موقعها القريب من مضيق باب المندب. الذي يعد أحد المعابر البحرية الأكثر أهمية على مستوى العالم، يتيح لروسيا السيطرة على أحد الطرق الرئيسية للتجارة العالمية. السيطرة على هذا الممر يعزز قدرتها على التأثير في حركة التجارة العالمية. وبالتالي يصبح تحديًا رئيسيًا للولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين تعتمد اقتصاداتهما بشكل كبير على تأمين هذه الممرات البحرية.
القوة العسكرية الروسية المتزايدة في البحر الأحمر تمثل تهديدًا مباشرًا للحرية البحرية في المنطقة، وهو أمر حساس جدًا للأمن القومي الأمريكي. عبر وجود قاعدة بحرية روسية في بورتسودان. يمكن لروسيا مراقبة الأنشطة العسكرية الغربية في المنطقة. مما يزيد من صعوبة عمليات البحرية الأمريكية وحلفائها في هذه المنطقة الحيوية.
-
دبلوماسية تقديم الحبوب بالمجان تعزز شعبية روسيا في أفريقيا
-
في مواجهة النفوذ الغربي.. روسيا تُلقي بثقلها في إفريقيا
القاعدة الروسية في السودان: تهديد للأمن القومي الأمريكي
وجود قاعدة بحرية روسية في بورتسودان يهدد الاستقرار الأمني في البحر الأحمر. مما يفاقم التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها. هذا التواجد العسكري الروسي يسمح لموسكو بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في المنطقة. ويزيد من تعقيد حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو ممر حيوي للتجارة الدولية. علاوة على ذلك، قد تستخدم روسيا القاعدة لإجراء عمليات تجسس على الأنشطة العسكرية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر والشرق الأوسط. مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي.
القاعدة البحرية الروسية توفر أيضًا لروسيا الفرصة للتعاون مع الحكومات والأنظمة في إفريقيا والشرق الأوسط. بما في ذلك الأنظمة غير المستقرة التي يمكن أن توفر دعمًا استراتيجيًا لموسكو. هذا التعاون قد يؤدي إلى تهديدات جديدة للمصالح الغربية. إذ قد تجد روسيا فرصًا لتعزيز نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة على حساب المصالح الأمريكية والبريطانية.
-
خوفا من الإنقلاب.. روسيا توسع نفوذها في بوركينا فاسو عبر حماية رئيسها
-
سيناتور أميركي يدق ناقوس الخطر: توسع روسيا في ليبيا يهدد الاستقرار
تهديد للقوة الغربية في إفريقيا والشرق الأوسط
التوسع العسكري الروسي في السودان يعكس التوترات بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى، في إطار سباق للنفوذ في القارة الإفريقية والشرق الأوسط. مع تقليص الولايات المتحدة وبريطانيا لانخراطهما العسكري في بعض الدول الأفريقية. تسعى موسكو إلى ملء الفراغ الاستراتيجي من خلال تعزيز علاقاتها مع الأنظمة القوية. وكذلك تلك التي تتمتع بأنظمة حكم غير مستقرة.
الاتفاق بين جيش البرهان في السودان وروسيا يعزز وجود موسكو في المنطقة، في وقت تعمل فيه القوى الغربية على تقليص نفوذ روسيا والصين في القارة. ومن المتوقع أن يسهم هذا التوسع العسكري في تعزيز نفوذ روسيا في المنطقة. مما يزيد من الصعوبات التي تواجهها القوى الغربية في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.
-
تداعيات الاستمرارية في الانقلابات في إفريقيا على التواجد الفرنسي: أسباب وتأثيرات
-
إستراتيجية روسيا لتقوية نفوذها في أفريقيا
التحالف الروسي السوداني: تهديد للاستقرار الإقليمي
التعاون العسكري الروسي السوداني يضع ضغوطًا على الاستقرار الإقليمي. هذه التحالفات قد توفر لروسيا قاعدة لتزويد الجماعات المسلحة في إفريقيا والشرق الأوسط بالأسلحة والمعدات العسكرية. مما يساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي. كما أن التعاون مع الأنظمة غير الديمقراطية قد يعزز من تعزيز القلق الغربي حيال انتهاكات حقوق الإنسان وزيادة نفوذ الأنظمة الاستبدادية في المنطقة.
تهديدات القاعدة الروسية على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة
من الجدير بالذكر أن التوسع العسكري الروسي في بورتسودان قد يؤثر بشكل كبير على الأمن الاقتصادي العالمي. البحر الأحمر يعد أحد الممرات الرئيسية لشحنات النفط والغاز بين الشرق الأوسط وأسواق العالم، وأي اضطراب في حركة التجارة في هذه المنطقة .قد يؤدي إلى انخفاض الإمدادات العالمية من الطاقة وارتفاع أسعار النفط والغاز، مما يضر بالاقتصادات الغربية.
-
روسيا تمنح عناصر فاغنر في الشرق الأوسط فرصة أخيرة
-
روسيا تدعم بوركينا فاسو بخبراء عسكرين لمواجهة الجهاديين
إذا تمكنت روسيا من فرض هيمنتها على بورتسودان، فقد تجد أسواق الطاقة الغربية نفسها في وضع غير مستقر. إضافة إلى ذلك، قد يتسبب هذا التوسع في زيادة الضغوط على أسعار الطاقة في الأسواق العالمية. مما يزيد من التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول الغربية.
إن التوسع العسكري الروسي في إفريقيا.وخصوصًا في البحر الأحمر عبر قاعدة بورتسودان، يمثل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا للمصالح الغربية في المنطقة. هذا التوسع يهدد الاستقرار الإقليمي، ويؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الأمريكي والبريطاني. بالإضافة إلى تداعياته المحتملة على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة. يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها العمل بسرعة وبحذر لحماية مصالحهم في هذه المنطقة الحيوية، من خلال تعزيز تحالفاتهم الإقليمية وزيادة الضغط على روسيا لوقف هذا التوسع العسكري.