زيلينسكي يزور واشنطن بهدف تأمين استمرار الدعم الأمريكي
وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن في محاولة لإقناع الولايات المتحدة بالإبقاء على زخم دعمها العسكري لكييف، وحتى تعزيزه، في حربها مع روسيا.
وحضر زيلينسكي إلى الكونغرس الأمريكي الذي يناقش مساعدة جديدة لأوكرانيا.
وكتب الرئيس الأوكراني على منصة “إكس”: “أولينا (زوجته) وأنا وصلنا إلى واشنطن”، مضيفًا أنه “خلال لقاءاتي، سيكون الدفاع الجوي إحدى أبرز الأولويات”.
وهذه الزيارة الثانية للرئيس الأوكراني إلى العاصمة الأمريكية منذ بدء الهجوم على بلاده في فبراير عام 2022، تختلف عن سابقتها في ديسمبر من العام ذاته.
وفي حينه، حل زيلينسكي ضيفًا على واشنطن في أول زيارة له إلى الخارج منذ بدء الحرب، وأحيطت التحضيرات بسرية تامة، وأضحت صوره بالزي العسكري الزيتي اللون في البيت الأبيض أو مبنى الكونغرس، إحدى العلامات في مسار النزاع.
ومنذ ذلك الحين، تراجعت الضغوط للإسراع في نجدة أوكرانيا، إذ إن الحرب تدور منذ أكثر من عام ونصف، والدعم العسكري وصلها من دول غربية عدة.
كما طال التغيير السياسة الأمريكية الداخلية، حيث بات الخصوم الجمهوريون للرئيس جو بايدن يمسكون بالغالبية في مجلس النواب، ولن يحظى زيلينسكي هذه المرة باستقبال احتفالي في مبنى الكابيتول، لكن من المقرر أن يلتقي أبرز مسؤولي الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وسيكون اللقاء الأبرز مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن ماكارثي، الذي سأل عن الدعم الذي تقدمه واشنطن لأوكرانيا.
وأكد ماكارثي يوم الثلاثاء الماضي أن لديه “أسئلة أريد طرحها عليه (زيلينسكي).. أين هي المحاسبة على الأموال التي أنفقناها؟ ما هي الخطة لتحقيق الانتصار؟”.
أي استراتيجية؟
ويخشى أن يصبح هذا الجانب المالي من المساعدات أكثر تعقيدًا في ظل خطر وقوع موازنة الولايات المتحدة في شلل إجرائي، في حال عدم توصل المشرعين إلى اتفاق بشأن الإنفاق، ولو بشكل مؤقت، قبل الأول من أكتوبر.
وتشكل الميزانية المخصصة للمساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا جزءًا من النقاط التي تسبب تعثر المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن إفراج الكونغرس عن 24 مليار دولار طلبتها الإدارة لمساعدة أوكرانيا هو “حيوي”.
وقال يوم أمس الأربعاء: “أولئك الذين يعتقدون أن كلفة دعم أوكرانيا اليوم مرتفعة، تخيلوا فقط كم ستصبح باهظة، بالدم والأموال، إذا تخلينا عنهم (الأوكرانيين)، في حال سمحنا (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بالسيطرة على كامل أوكرانيا ويصبح في موقع أكثر قوة”.
ومن المقرر أن يعرج زيلينسكي على مقر وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، قبل أن يحل برفقة زوجته، ضيفين على جو وجيل بايدن في البيت الأبيض عند الساعة 19,00 بتوقيت غرينيتش.
وسيعقد الرئيسان خلوة في المكتب البيضوي واجتماعًا موسعًا للوفدين.
ورغم أن بايدن شكل قوة الدفع للدعم الغربي لأوكرانيا، إلا أن الرئيس الأمريكي أقر بأن احتمال تباطؤ هذا الدعم يشكل أحد ارتكازات الاستراتيجية الروسية، وخصوصًا أن النزاع سيتم عامه الثاني في غضون أشهر، مع اقتراب فصل الشتاء وتأثيره على سير العمليات العسكرية ميدانيًا.
“خط النهاية”
وقال بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، إن “روسيا تعتقد أن العالم سوف يكل، وسيسمح لها بالاعتداء على أوكرانيا دون عواقب”.
وتابع: “إذا سمحنا بتقسيم أوكرانيا. فهل استقلال الدول سيكون مضمونًا؟ الجواب هو لا”.
ودان زيلينسكي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، الغزو الروسي.
وقال: “معظم العالم يعرف حقيقة هذه الحرب.. إنها عدوان إجرامي وغير مبرر من جانب روسيا ضد بلدنا. يهدف إلى السيطرة على أراضي أوكرانيا ومواردها”.
وفي مقابلة مع محطة “سي إن إن” الأمريكية، أكد زيلينسكي أن بلاده باتت “عند خط النهاية” في مواجهة الجيش الروسي. وذلك بعد تقارير صحفية في الآونة الأخيرة. وجه خلالها مسؤولون أمريكيون لم تتم تسميتهم، انتقادات إلى استراتيجية الحرب الأوكرانية.
وأكد كيربيأن بايدن يرغب خلال لقاء زيلينسكي في “الاطلاع على ما يجري في ميدان المعركة”، لكن أيضًا “القول بوضوح شديد للرئيس زيلينسكي إننا معهم مهما احتاج الأمر من وقت”.
وترافق زيارة زيلينسكي تكهنات بشأن احتمال تقديم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية جديدة الى أوكرانيا.
وأقر الرئيس الأوكراني بأنه سيشعر “بخيبة أمل” في حال واصلت واشنطن الامتناع عن تزويد بلاده بصواريخ تكتيكية بعيدة المدى “أتاكمس”. انطلاقًا من خشيتها بأن يتم استخدامها لضرب الأراضي الروسية. ما قد يؤدي إلى تصعيد في حدة النزاع مع موسكو.
وأبقى البيت الأبيض على حذره حيال هذه المسألة.
وأشار كيربي هذا الأسبوع إلى أن تسليم هذه الصواريخ “ليس مستبعدًا”. لكن “لم يتم اتخاذ أي قرار” بذلك.