أمريكا

سلاح الليزر يدخل المعادلة: ماذا يعني لأمن الناتو؟


تهديدات غير تقليدية، تواجه الطائرات الأمريكية من طراز «إف-16»، بتعرضها لهجمات أشعة الليزر على مشارف قواعد حلف شمال الأطلسي في ألمانيا.

هذه الحوادث، تضع القاعدة العسكرية وطياريها في مواجهة مخاطر قد تكون عابرة للعيون لكنها خطيرة على حياة الطيارين وسلامة الطائرات، وتعيد إلى الواجهة هشاشة الأمن الجوي أمام تهديدات التكنولوجيا المدنية.

ورغم أن توجيه أشعة الليزر نحو الطائرات يُعد جريمة فيدرالية في الولايات المتحدة ويُعاقب عليها بغرامات وسجن، إلا أن انتشار هذه الحوادث عالميًا يكشف عن ثغرات كبيرة في حماية الطائرات العسكرية والمدنية على حد سواء.

وتجد ألمانيا، التي بدأت تحقيقاتها في هذه الهجمات، نفسها أمام اختبار حقيقي لقدرتها على التصدي لمخاطر جديدة تتخطى حدود القانون التقليدي، وتشير إلى تصاعد التحديات التي تواجه الطائرات في سماء أوروبا المعقدة أمنيًا.

فهل هي قادرة على المواجهة؟

قال موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي إن السلطات الألمانية بدأت تحقيقًا في هجمات أشعة الليزر، التي شهدت استخدام أشعة ليزر زرقاء استهدفت طائرات “إف-16” عندما كانت على بُعد كيلومترات قليلة من القاعدة وبالقرب من مدينة ترير.

وقالت شرطة ترير في بيان: “يمكن أن تُسبب هجمات الليزر هذه ضعفًا شديدًا، أو اضطرابات بصرية مؤقتة، أو إصابات في العين للطيارين، وبالتالي تُشكل خطرًا كبيرًا”.

وأوضحت أنه حاليا، يتم تزويد أطقم الطائرات التابعة لسلاح الجو الأمريكي بوسائل حماية للعين نظرًا لخطر أشعة الليزر.

وأضافت “طيارونا مدربون تدريبًا جيدًا على هذه السيناريوهات، ويبلغون عن موقع مصدر الليزر إلى سلطات إنفاذ القانون الأمريكية والشرطة الألمانية”.

وفي ثلاث مناسبات على الأقل، تعرضت طائرات “إف-16 فايتينغ فالكون” متعددة المهام لهجمات ليزرية أثناء اقترابها من قاعدة جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ألمانيا خلال الشهر الجاري.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن حادثين وقعا في 2 ديسمبر/كانون الأول، تبعهما حادث ثالث في 9 ديسمبر/كانون الأول في قاعدة سبانغدالم الجوية.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة “ستارز آند سترايبس” قال أليكس ريدل، المتحدث باسم الجناح 52، “لا تزال التفاصيل الإضافية قيد التحقيق”.

وفي حين هبط جميع الطيارين بسلام، تشير هذه الحوادث إلى المخاطر المحتملة لتوجيه أشعة الليزر نحو الطائرات إذ يمكن لهذه الأشعة عالية الطاقة أن تُسبب عمىً مؤقتًا للطيارين، وقد تلحق ضررًا دائمًا بالعين.

وفي الولايات المتحدة، يعد توجيه أشعة الليزر نحو الطائرات جريمة فيدرالية، يُعاقب عليها القانون بغرامة باهظة من إدارة الطيران الفيدرالية تصل إلى 32,000 دولار أمريكي، وبالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.

ورغم ذلك، يتم الإبلاغ عن آلاف الحوادث سنويًا؛ ففي عام 2024، سجلت إدارة الطيران الفيدرالية 12,840 حادثة توجيه أشعة الليزر.

وبما أن اختصاص إدارة الطيران الفيدرالية يقتصر على الولايات المتحدة، فإن هذه الأرقام لا تشمل الحوادث التي طالت طائرات أمريكية في الخارج، مثل الحوادث الثلاث التي وقعت في ألمانيا هذا الشهر.

وحتى الآن، لم يتم تسجيل أي حوادث تحطم مؤكدة بسبب أشعة الليزر، لكن جرى الإبلاغ عن إصابة أحد أفراد طاقم طائرة “لوكهيد سي-130 هيركوليز” في نيو مكسيكو في مايو/أيار 2024.

زر الذهاب إلى الأعلى