سياسة

سنوات من التضليل.. كيف استخدمت جماعة الإخوان القناع الديمقراطي؟


منذ نشأتها كانت جماعة الإخوان المسلمين تُخبّئ مشروعًا سياسيًا خلف ستار الدعوة الدينية. هذا ما يؤكده الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية منير أديب، الذي يرى أنّ الجماعة لم تكن يومًا حركة إصلاح، بل هي تنظيم إيديولوجي هدفه النهائي الوصول إلى الحكم بأيّ وسيلة ممكنة.

ويقول أديب في تصريح صحفي لـ (الوطن): إنّ “النظام الخاص”، الذي أنشأه مؤسس الجماعة حسن البنا في أربعينيات القرن الماضي لم يكن سوى الذراع المسلحة الأولى لجماعة دينية اتخذت الإرهاب وسيلة خفية لتصفية الخصوم وفرض الرؤية. وهو ما جعل الإخوان أوّل تنظيم إسلامي في التاريخ الحديث يُدخل العنف السياسي ضمن منظومته التنظيمية.

ويرى أديب أنّ أحد أخطر أسلحة الإخوان كان دائمًا خطابهم المزدوج؛ ففي العلن يظهرون كمدافعين عن الديمقراطية والسلمية، بينما يعملون في الخفاء على إنشاء تنظيم موازٍ يقوّض مؤسسات الدولة ويستعد للانقضاض عليها، مضيفًا أنّ ما شهدته مصر بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 من تحالفات الجماعة مع تنظيمات متطرفة، كان مجرد تتويج لمسار طويل من الانتهازية.

التحوّل الفكري الذي قاده سيد قطب داخل الجماعة، بحسب أديب، أعاد تشكيل الإخوان من الداخل، ودفعهم نحو تبنّي خطاب تكفيري صريح ضد المجتمعات والدول. وهذا الخطاب لم يبقَ حبيس الكتب، بل خرج في شكل تنظيمات أكثر تطرفًا، مثل (القاعدة وداعش)، وهي تنظيمات اقتبست فكرها ومنهجها من أدبيات الجماعة.

ويخلص أديب إلى أنّ الإخوان ليسوا مجرد فصيل سياسي مختلف، وإنّما هم مشروع هدم حضاري يستهدف تفكيك بنية الدولة الوطنية، ولذلك، كما يقول، “لا يمكن مواجهتهم بالأمن فقط، بل بفكر يُعرّي زيف شعاراتهم ويكشف خيوط مشروعهم التخريبي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى