عربات جدعون تتحرك.. والمساعدات تتأخر في الوصول إلى القطاع

في قطاع فلسطيني تحاصره النيران برا وجوا وبحرا، تتقدم آلة الحرب بثقلها بينما تتعثر لغة السياسة، تاركة المدنيين بين شبح المجاعة وسقوط الضحايا.
وغداة إعلان إسرائيل السماح بدخول “كمية أساسية” من الغذاء إلى قطاع غزة بعد شهرين من إطباق الحصار، كانت هناك أوامر إخلاء جديدة، وغارات جوية وبرية أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين.
ففي أحدث أوامر الإخلاء، طلب الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، من سكان محافظة خان يونس وبني سهيلا وعباس، الإخلاء “فورا” تمهيدا لهجوم غير مسبوق.
-
من الأنفاق إلى الحكم المدني.. تسريب تفاصيل خطة «عربات جدعون» للسيطرة على غزة
-
مفاوضات الهدنة تتعثر.. وعربات جدعون تدخل خط النار في غزة
وخاطب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان على حسابه في إكس، “سكان محافظة خان يونس، بني سهيلا وعبسان”.
وقال إن الجيش “سوف يشن هجوما غير مسبوق لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المنطقة”.
وأضاف “عليكم الإخلاء فوراً غربا إلى منطقة المواصي”، محذرا أنه “من هذه اللحظة، ستعتبر محافظة خانيونس منطقة قتال خطيرة”.
-
قطرة في محيط.. قلة المساعدات تدخل غزة وسط حصار إسرائيلي مشدد
-
جهات دولية تبحث فصل حماس عن مسار المساعدات الإنسانية لغزة
السيطرة على كامل مساحة غزة
في هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن بلاده تعتزم السيطرة على “كامل مساحة” غزة، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر .
وقال نتنياهو في شريط مصور إن “القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع”، مضيفا “لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له”.
وتابع “يجب ألا نسمح للسكان بالانزلاق نحو المجاعة. وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء”، مشيرا إلى أنه حتى الداعمين لإسرائيل “لن يكونوا متسامحين مع مشاهد المجاعة الجماعية”.
-
العدوان الإسرائيلي على غزة يتصاعد بالتوازي مع زيارة ترامب للخليج
-
هجوم على سفينة إغاثة بحرية قبالة غزة يثير غضباً دولياً واسعاً
وأتت تصريحاته نتنياهو غداة تأكيد الجيش أن قواته بدأت عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة، رغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار .وتخفيف الأزمة الانسانية التي يشهدها القطاع المدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هجومه الجديد في غزة يجري “بالتنسيق الكامل” مع منتدى الرهائن والعائلات المفقودة.
لكن المنتدى استنكر العملية قائلا إنها ستُعرّض حياة الأسرى في القطاع للخطر.
-
أزمة صحية في غزة: المرضى يواجهون الموت بسبب نقص الأدوية
-
أبوظبي ترفض آلية مساعدات لغزة: لا تفي بالمعايير الإنسانية الدولية
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص خلال الليل. كما أسفرت عن إغلاق آخر مستشفى عامل في شمال القطاع.
وتأتي العملية البرية للجيش الإسرائيلي في شمال وجنوب قطاع غزة في الوقت. الذي يسعى فيه الوسطاء إلى إحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار.
وأمس الأول السبت، بدأت حماس وإسرائيل محادثات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي حين أن هناك بعض التفاؤل حول المحادثات، إلا أن تحقيق اختراق يبدو غير مؤكد حتى اللحظة. حيث أبدت إسرائيل انفتاحها على إنهاء الحرب في غزة .إذا استسلمت حماس، وهو اقتراح من غير المرجح أن تقبله الحركة المسلحة.
-
نتائج التحقيق: تضليل استخباراتي وراء مقتل مسعفين في غزة
-
مسار الهدنة في غزة.. تفاهمات أولية تعيقها عقدة جديدة
وقالت حماس إنها ستفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين. إذا كانت هناك ضمانات بأن إسرائيل ستنهي الحرب.
ومنذ انهيار الهدنة الهشة التي استمرت لشهرين واستئناف إسرائيل عملياتها في قطاع غزة. فشلت المفاوضات التي تتوسط فيها كل من قطر والولايات المتحدة في تحقيق اختراق.
ويُصر نتنياهو على عدم إنهاء الحرب دون “القضاء بشكل كامل على حماس” التي ترفض تسليم سلاحها أو التخلي عن الحكم في القطاع.
عداد القتلى في ارتفاع
مع استمرار القصف وارتفاع عدد القتلى، يُدفع نظام الرعاية الصحية في غزة إلى حافة الهاوية.
خلال الأسبوع الماضي، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية بالقرب من عدة مستشفيات في أنحاء القطاع، بما في ذلك المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا. آخر منشأة طبية عاملة متبقية في شمال غزة، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
وقال الدكتور مروان السلطان، مدير المستشفى، في تصريحات إعلامية. يوم الجمعة، إن “انفجارات شديدة للغاية” وقعت حول المستشفى. مما أدى إلى قطع توصيلات أجهزة التنفس الصناعي التي يحتاجها بعض مرضاهم للبقاء على قيد الحياة.
-
انفلات أمني في غزة.. تزايد عمليات نهب الغذاء يهدد ما تبقى من الإمدادات
-
نتنياهو يكشف عن موعد نهاية حرب غزة لأول مرة
أما مدير مستشفى العودة في شمال غزة، الدكتور محمد صالحة. فتحدث يوم أمس، عن ليلة “مروعة” جراء القصف الذي تعرض له محيط المستشفى.
ولفت صالحة إلى أن الأنظمة الطبية في المستشفى – الأكسجين لأجهزة التنفس الصناعي. والكهرباء، وإمدادات المياه – تضررت بشدة.
كما أعاق تحليق الطائرات الرباعية المروحية فوق المنطقة حركة الفرق الطبية من وإلى المستشفى، إلى جانب نقص الإمدادات الطبية والوقود.
وأمس الأحد، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة. أن “جميع المستشفيات العامة في شمال القطاع أصبحت الآن خارج الخدمة”.
-
إسرائيل تمدّد المنطقة العازلة في غزة.. ورفح تدخل ضمن نطاق الطوق الأمني
-
تطورات غزة: 20 قتيلاً في غارة إسرائيلية ومؤشرات على انفراج عبر المسار التفاوض
خطر المجاعة
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأنه سيُسمح بدخول 50 شاحنة تحمل دقيقا (طحينا). وزيت طهي وبقوليات إلى غزة، في وقت لاحق من اليوم الإثنين.
بينما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن من المتوقع دخول تسع شاحنات محملة بمواد غذائية للأطفال في الساعات المقبلة.
وقبل إعلان إسرائيل يوم الأحد أنها ستسمح بدخول “كمية أساسية من الغذاء” إلى قطاع غزة، حذرت الأمم المتحدة من أن سكان القطاع، البالغ عددهم أكثر من 2.1 مليون نسمة. يواجهون خطر المجاعة بعد 19 شهرا من الصراع والنزوح الجماعي. والذي تفاقم بسبب منع تل أبيب دخول المساعدات لمدة 11 أسبوعا.
-
حرب غزة تتواصل: إسرائيل ترفض رسمياً مقترحات الهدنة
-
غزة تحت الحصار: كيف تحوّلت الحرب إلى سياسة إسرائيلية دائمة؟
ورحبت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة، ومكلفة بتوصيل المساعدات إلى القطاع. بالإعلان الإسرائيلي بشأن السماح بدخول المساعدات الغذائية إلى غزة كـ”آلية انتقالية” ريثما تعمل المؤسسة بكامل طاقتها.
وأُنشئت هذه المنظمة غير الربحية بناءً على حث الحكومة الأمريكية للمساعدة في تخفيف الجوع في غزة، مع الامتثال للمطالب الإسرائيلية بعدم وصول المساعدات إلى حماس.
وفي بيان له، قال المدير التنفيذي للمؤسسة، جيك وود: “يمثل إعلان اليوم خطوة انتقالية مهمة. نتوقع أن تكون آلية المساعدات الجديدة لمؤسسة غزة الإنسانية – بما في ذلك إنشاء أربعة مواقع توزيع آمنة أولية – جاهزة للعمل قبل نهاية الشهر”.
-
حماس تطرح هدنة طويلة في غزة.. وتحولات في موقف ترامب تجاه الملف
-
احتجاجات في غزة ضد حماس للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية
وتعرضت المنظمة الجديدة لانتقادات من كبار مسؤولي الإغاثة الإنسانية. الذين حذروا من أنها غير كافية، وقد تُعرض المدنيين للخطر، بل وتشجع على تهجيرهم القسري.
وحذرت الأمم المتحدة من أن حصر المواقع الأولية في جنوب ووسط غزة .قد يُنظر إليه على أنه يشجع إسرائيل على تحقيق هدفها المعلن المتمثل في إجبار سكان غزة على مغادرة شمال القطاع.
-
غزة اليوم.. جولات تفاوض لا توقف نزيف الدم
-
هل تكرر إسرائيل مشهد هيروشيما في غزة؟ ما أبعاد منطقة القتل؟
لكن المؤسسة تقول إنها طلبت من إسرائيل المساعدة في إنشاء نقاط توزيع في الشمال. كما حذرت الأمم المتحدة من أن تدخل الجيش الإسرائيلي في تأمين المواقع قد يُثني متلقي المساعدات.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، في أعقاب هجوم حماس المباغت على بلدات إسرائيلية والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف أكثر من 250 آخرين.
وتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية على غزة الـ53 ألفا. غالبيتهم من النساء والأطفال، حسبما ذكرت وزارة الصحة يوم الخميس.