عقوبات أميركية تستهدف أفرادا وكيانات لبنانية تدعم حزب الله
كشفت العقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية على خبير اقتصادي لبناني بارز عن مدى ترسخ حزب الله في النظام المالي والسياسي للبلاد. كما وضعت الإجراءات الجديدة البنك المركزي اللبناني تحت مزيد من التدقيق.
حيث أعلنت الوزارة عن عقوبات على الخبير الاقتصادي السيد مقلد وأعماله، وكذلك ابناه ريان وراني ، لتمكينهم من الأنشطة المالية “لدعم حزب الله”.
وقالت صحيفة “ذا ناشيونال نيوز”: إنه بحسب وزارة الخزانة الأميركية، فإن حسن مقلد هو “مركز” شبكة “تلعب دورًا رئيسيًا في تمكين حزب الله من الاستمرار في استغلال وتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان”.
مَن هو حسن مقلد؟
وأضافت الصحيفة أن حسن مقلد يظهر كثيراً على التلفزيون اللبناني كمعلق اقتصادي، وهو أيضًا صاحب شركة خدمات الأموال الكبيرة، CTEX – المرخصة من قِبل مصرف لبنان المركزي – والتي أشارت إليها وزارة الخزانة الأميركية على أنها شركة واجهة مالية تأسست نيابة عن حزب الله.
وتتهم وزارة الخزانة الأميركية السيد مقلد بالانخراط في الهندسة المالية لحزب الله لدعم مصالح الحزب المدعوم من إيران “على حساب الشعب والاقتصاد اللبنانيين”، وفقًا لوكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون.
ما هي تداعيات العقوبات؟
وأشارت الصحيفة إلى أن صياغة بيان وزارة الخزانة الأميركية تعيد للأذهان الانتقادات التي وجهت إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. الذي يخضع لتحقيق محلي ودولي بتهمة غسل الأموال والاختلاف، من بين جرائم مالية أخرى.
حيث اتُهم محافظ البنك المركزي بالهندسة المالية لخطة دعمت اقتصاد البلاد لعقود من الزمن قبل أن يتسبب نقص السيولة في انهياره في عام 2019 – مما تسبب في ما وصفه البنك الدولي بواحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث.
وورد ذكر البنك المركزي عدة مرات في بيان وزارة الخزانة الأميركية الذي أعلن فرض عقوبات على مقلد وأبنائه، كما سلط الضوء على دور السيد مقلد كوسيط بين حزب الله والبنك المركزي ويؤكد على ترخيص البنك لشركته للصرافة.
وجاء في بيان الخزانة الأميركية أنه في غضون عام من الترخيص لـ CTEX ، “حصلت الشركة على حصة سوقية كبيرة في قطاع تحويل العملات في لبنان، وبحسب ما ورد كانت تجمع ملايين الدولارات الأميركية للبنك المركزي اللبناني، والشركة كانت تقدم الأموال في نفس الوقت لمؤسسات حزب الله”.
يقول الخبراء: إن استدعاء وزارة الخزانة الأميركية لدور البنك المركزي في الاستفادة من عمليات CTEX هو تحذير للسيد سلامة بأنه لن يكون محميًا بالغطاء السياسي بعد الآن.
وقال كريم بيطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، للصحيفة: إنه ليس من قبيل المصادفة أن تختار وزارة الخزانة الأميركية هذه الصياغة أثناء إعلان العقوبات على مقلد وأبنائه.
وقال لصحيفة “ذا ناشيونال”: “لقد استخدموها لإرسال رسالة إلى كل من حزب الله والبنك المركزي” .
وأضاف: “في السابق ، كلما واجه اتهامات بالاختلاس وغسيل الأموال وسوء الإدارة، كان رياض سلامة يقدم نفسه دائمًا على أنه ضحية مؤامرة دبرها حزب الله وحلفاؤه”.
وقال بيطار: إن استراتيجية الدفاع التي يتبناها سلامة في الادعاء بأنه كبش فداء “لأنه قاوم محاولات حزب الله للسيطرة على النظام المصرفي” قد تم تقويضها من خلال إصدار العقوبات، التي تؤكد تورط البنك المركزي في إثراء الحزب.
هل ستؤثر العقوبات على حزب الله؟
تم تصنيف المجموعة شِبه العسكرية المدعومة من إيران على أنها منظمة إرهابية من قِبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، لكن حزب الله هو أيضًا حزب سياسي يمثل الشيعة في لبنان وهو متحالف مع عدد من الأحزاب السياسية اللبنانية.
وأوضحت الصحيفة أن حزب الله يعمل في الاقتصاد اللبناني من خلال إيجاد ثغرات للالتفاف على العقوبات الدولية – مثل استخدام شركات تحويل الأموال مثل CTEX.
قال بيطار: “حزب الله له مكانة في النظام المصرفي الاقتصادي التقليدي، ولديه أيضًا معظم أمواله خارج النظام في اقتصاد موازٍ سري”.
كما أن لديه مؤسساته المالية الخاصة ، مثل القرض الحسن – وهي مؤسسة قروض مدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي تؤكد أوفاك أن حزب الله يستخدمها كغطاء لأنشطته المالية.
تمكنت المجموعة حتى الآن من مواصلة عملياتها بلا هوادة على الرغم من العقوبات الأميركية على عدد من المؤسسات والأفراد التابعين لها.
في ديسمبر الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على محاسبين وشركتين في لبنان لتزويدهم حزب الله بالخدمات المالية.