عندما تقلب التفاصيل الصغيرة مسار الأمم: 5 قرارات غيرت التاريخ
على مر التاريخ، هناك لحظات صغيرة كان يمكن أن تؤدي إلى عواقب ضخمة لو تم التعامل معها بشكل مختلف.
ويستعرض موقع “ذا كولكتور” المعني بالتاريخ 5 من هذه القرارات بدت بسيطة في وقتها، لكنها كان لها تأثير هائل على مجرى الأحداث، وربما كان يمكن أن تغير التاريخ كله.
كلمة طويلة تنقذ حياة ثيودور روزفلت

أنقذت كلمة طويلة حياة الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت، حيث كان عليه حمل خطاب ضخم مؤلف من 50 صفحة بعنوان «القضية التقدمية أعظم من أي فرد».
وللحفاظ على يديه حرتين، قرر روزفلت طي الخطاب ووضعه في جيب صدر معطفه.
في تلك اللحظة، صوب جون شرانك سلاحه وأطلق النار على روزفلت، لكن الرصاصة لم تصب رئته بفضل المعطف وطبقات الورق السميكة.
لكن لم يمنعه ذلك من إلقاء خطابه، بما في ذلك عبارته الشهيرة: «أصدقائي، سأطلب منكم أن تكونوا هادئين قدر الإمكان.. أكثر من ذلك لا يقتل ثورًا».
ولو أصابت الرصاصة مكانًا آخر، أو لو حمل الخطاب في مكان مختلف، لكانت فرصه في النجاة أقل بكثير.
عربة الملك لويس السادس عشر والملكة ماري أنطوانيت

بدأت الثورة الفرنسية في 5 مايو/أيار 1789، وكانت حياة العائلة الملكية مهددة، فقرر الملك لويس السادس عشر وعائلته الفرار من باريس إلى مونتميدي لمحاولة التواصل مع الموالين للملكية، فيما أصبح معروفًا لاحقًا باسم «الهروب إلى فارين».
اتخذت العائلة الملكية قرارًا صغيرًا لكنه حاسم: استخدام عربة كبيرة وفاخرة والسفر جميعًا معًا بدل الانقسام في عربتين أصغر. هذا الاختيار أدى إلى بطء التحرك، وتم التعرف عليهم واعتقالهم، ثم إعدامهم.
ولو استخدموا عربة مختلفة، ربما لم يتم التعرف عليهم، وربما لم يتلقوا دعمًا خارجيًا، وربما كانوا قد عادوا إلى العرش، وربما كانت فرنسا اليوم دولة ملكية حديثة.
الغسيل و«اليوم الذي ماتت فيه الموسيقى»
في 3 فبراير/ شباط 1959، تحطمت طائرة، وأصبح ذلك اليوم يعرف بـ«اليوم الذي ماتت فيه الموسيقى»، بسبب وفاة ثلاثة من أبرز نجومها: بادي هولي، ريتشي فالنس، وجي. بي. ريتشاردسون.
كانت الجولة الموسيقية مرهقة، وقرر هولي استئجار طائرة صغيرة لنقله هو وأعضاء فرقته، تومي ألسوب ووايلون جينينغز، إلى المحطة التالية من الجولة. لكن ريتشاردسون كان مريضًا بالإنفلونزا، فتنازل لهولي عن مكانه في الطائرة، وأجرى تومي ألسب وفالنس قرعة باستخدام عملة معدنية لتحديد من سيرافق هولي، وفاز فالنس بالرحلة.
وأدت ظروف الطقس إلى فقدان السيطرة على الطائرة، وتوفي جميع الركاب على متنها. ولولا القرعة التي أجروها ومرض بعضهم، لكان ألسب وجينينغز على متن الطائرة بدل فالنس وريتشاردسون، وربما تغير مسار تاريخ الموسيقى بالكامل.
مذكرة يوهان رال وخسارة معركة ترينتون

تخيل أن تتجاهل مذكرة مهمة في الحرب لتلعب الورق، وتخسر المعركة بأكملها. هذا ما حدث للكولونيل يوهان رال خلال الثورة الأمريكية.
في نهاية ديسمبر/كانون الأول 1776، عبر جورج واشنطن نهر ديلاوير لمفاجأة القوات البريطانية في ترينتون، وفي الوقت ذاته، كان رال يلعب الورق وقرر تجاهل مذكرة جاسوس تحمل معلومات حاسمة عن تحركات واشنطن، ووضعها في جيبه لتُكتشف لاحقًا بعد المعركة. ولو قرأ المذكرة، لكان فقد عنصر المفاجأة، وربما تغيرت نتائج المعركة بالكامل.
ستانيسلاف بيتروف: الرجل الذي أنقذ العالم

وُلد ستانيسلاف بيتروف في 7 سبتمبر/أيلول 1939، وكان ملازمًا أول في قوات الدفاع الجوي السوفياتية.
وفي 26 سبتمبر/أيلول 1983، أثناء مراقبته لنظام الإنذار النووي «أوكو» قرب موسكو، أظهرت البيانات أن خمس صواريخ أمريكية كانت متجهة نحو الاتحاد السوفيتي.
كان من المعتاد الرد على الفور، لكن بيتروف قرر الانتظار، مسترشدًا بحسه أن النظام جديد وغير مختبر، وأن الهجوم بخمسة صواريخ فقط غير منطقي. ولو كان تصرف بسرعة ورد بالهجوم، لربما اندلعت حرب نووية دمرت الحياة كما نعرفها.
توفي بيتروف في 19 مايو/أيار 2017 كبطل، ولم يُعرف عالميًا إلا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
هذه الأمثلة الخمس تؤكد أن قرارات صغيرة في لحظات حاسمة يمكن أن تغيّر مجرى التاريخ بأكمله، وأن التاريخ لم يكن ليكون كما هو عليه اليوم لولا تلك اللحظات الحرجة.
