فضيحة سياسية في فرنسا.. كتاب يربط الإخوان بالتيار اليساري

أحدث كتاب “متآمرو الشر” (Les Conspirateurs du Mal) للكاتب السوري-الفرنسي عمر يوسف سليمان، ضجة هائلة في الساحة السياسية الفرنسية حتى قبل صدوره رسميًا، فقد تحوّل إلى أزمة حقيقية لحركة “فرنسا الأبية” اليسارية وزعيمها جان لوك ميلانشون، بعد أن كشف ما وصفه بـ “الروابط المثيرة للجدل” بين أقصى اليسار وحركات الإسلام السياسي والإخوان المسلمين في فرنسا.
ويقدّم كتاب “متآمرو الشر” تحقيقًا معمّقًا يكشف التناقضات الصارخة في خطاب حركة “فرنسا الأبية” تجاه قضايا الشرق الأوسط والإسلام السياسي، وفق ما نقلت (العين الإخبارية).
ويسلّط الكتاب الضوء على التحالفات الإيديولوجية الخطيرة بين الحزب اليساري الراديكالي وتنظيمات إخوانية وإسلاموية تنشط على الأراضي الفرنسية، محذّرًا من تداعياتها على قيم الجمهورية.
ويستشهد المؤلف بتصريحات لمرشحة سابقة باسم الحركة، ريما حسن، التي ظهرت على قنوات عربية وأعلنت دعمها الصريح للحركات الإسلامية، ووصفت فرنسا بأنّها “بلد استعماري”، و”بلد الشر”.
ويرى سليمان أنّ هذا الخطاب يعكس “كراهية واضحة لفرنسا”، ويتطابق تمامًا مع أدبيات جماعة الإخوان، ويتعارض بشكل مباشر مع القيم الديمقراطية.
ويكشف الكتاب أيضًا كيف يسعى مرشحون داخل الحركة إلى استغلال قضايا الذاكرة الاستعمارية لجذب الشباب الفرنسي المسلم، ممّا يخلق “أرضية خصبة لصدام اجتماعي خطير” ويهدد النسيج الوطني.
في خطوة جاءت بنتائج عكسية تمامًا، حاول زعيم الحركة جان لوك ميلانشون في 15 أيلول (سبتمبر) الماضي استصدار أمر قضائي لمنع نشر الكتاب، إلا أنّ هذه المحاولة تحولت إلى أضخم حملة ترويجية مجانية، فقد أثارت فضولًا واسعًا حول مضمون الكتاب ودفعت به إلى قمّة المبيعات.
وقبل طرحه رسميًا في الأسواق بتاريخ 2 تشرين الأول (أكتوبر)، تصدّر كتاب “متآمرو الشر” قوائم الطلبات المسبقة على موقع “أمازون” خلال ثلاثة أسابيع فقط، متجاوزًا بذلك روايات عالمية شهيرة، ليثبت أنّ محاولة إسكاته كانت السبب الأبرز في انتشاره الواسع.