في الخفاء.. الجماعة الإرهابية لشكر طيبة تستعيد نفوذها في كشمير
تُشير دراسة حديثة إلى أنّ جماعة لشكر طيبة، التي كانت تصنّف «إرهابية» ضمنياً حسب عدّة دول، تستعدّ لمرحلةٍ جديدة من النشاط الخفيّ في منطقة كشمير، مستثمِرةً الأزمات الحدودية بين الهند وباكستان لتحقيق موطئ قدم محليّ.
ووفق التقرير الذي نشره المركز العربي لدراسات التطرف، فإنّ الجماعة أشعلت شرارةَ توتر عسكري في نيسان / أبريل الماضي، حين شَنّ فرعها المدرّب هجوماً على قطاعٍ هندوسيّ داخل كشمير، ما رفع منسوب التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد.
ويُبرز التقرير كيف أنّ استغلال الجماعة لعدم الاستقرار في الحدود الحدود يمنحها بيئة مثالية للتموضع مجدداً دون أن تُرصد بسهولة. تمكّنت الجماعة من إعادة تنظيم نفسها عبر خلايا صغيرة، مُحوّلةً التركيز من العمليات الضخمة إلى «الضربة الخاطفة» والاختفاء السريع، وذلك بدلاً من المواجهة المفتوحة التي كانت تُعرّضها لضغوط كبيرة.
وبحسب التقرير، فإنّ استراتيجية «العودة» تُستكمل بخطاب يجذب الشباب المحلي، مزيج من الدعوة الدينية والمقاومة الوطنية، ما يمنح الجماعة غطاءً شعبياً أولياً.
لكنّ التقرير يحذّر من أنّ ما يظهر كتحرّك عسكري أو أمني محض، هو في الحقيقة جزء من مسعى طويل الأمد لإعادة ترتيب الخلايا والدعم اللوجستي، وربط شبكات التمويل الإقليمية بكشمير الجديدة.
فهو ليس مجرد هجوم عابر، بل خطوة ضمن مشروع أوسع لإحياء حضور الجماعة في منطقة سبق أن خضعت لتمشيط أمني واسع.
هذا الأمر يُشغّل الضوء على خطرين متزامنين: الأول صعوبة رصد تحوّلات الجماعة، والثاني قدرة الجماعة على الاستفادة من حروب الهوية والحدود في تحقيق أهدافها دون انتظار تأييد مفتوح.
هذا ويُشير التقرير إلى أنّ وجود جماعة لشكر طيبة في كشمير لن يبقى محصوراً في العمل المسلّح وحده، بل قد يمتدّ إلى المجال الاجتماعي والديني والتعليم المحلي، ما يُحوّل المنطقة إلى «جسر خلفي» للتغلغل الأيديولوجي.
ويُعدّ التقارب بين الجماعة وأطر محلية، أو حتى استخدامها للتمويل الخارجي، بالغ الخطورة، لأنه يربط بين عناصر متفرقة تُحيي مشروعاً كبيراً في ظلّ غياب الضبط السيادي الكامل.
