إيران

قاآني يدعو الفصائل الموالية لإيران إلى تخفيف الضغط على السوداني


طلب قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني من قادة سياسيين عراقيين الأسبوع الماضي تخفيف حدة الانتقادات لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي يواجه مكتبه اتهامات بالتجسس، فيما تأتي هذه الخطوة في وقت تكثف فيه إيران جهودها لتطويق الخلافات داخل البيت الشيعي لحماية مصالحها ونفوذها المتنامي في العراق.

وقالت سبعة مصادر عراقية، منهم أعضاء في أحزاب سياسية التقى قادتها مع قاآني، إن قائد فيلق القدس طلب منهم ذلك خلال زيارة إلى بغداد.

وأكد دبلوماسي في المنطقة هذه الرواية وطلبت جميع المصادر عدم ذكر أسمائها لأن الاجتماعات كانت شخصية.

وتعكس هذه الخطوة، التي تهدف إلى عدم إضعاف السوداني، مخاوف إيران إزاء عدم الاستقرار في العراق، حيث تمارس طهران منذ فترة طويلة نفوذا عبر مجموعة من الفصائل المسلحة والأحزاب الشيعية وتولي أهمية بالغة للحيلولة دون انفراط العقد الجامع للقوى السياسية الموالية لها. 

وتحرص طهران على تجنب تعريض حليفتها في المنطقة لمزيد من الضغوط بعد حرب غزة المستمرة منذ قرابة عام وفي ظل تصاعد الصراع في لبنان الذي وضع ضغوطا هائلة على جماعة حزب الله اللبنانية، حليفة طهران الرئيسية.

وفيلق القدس هو الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. وطلب قاآني من القادة السياسيين في الإطار التنسيقي، وهو تجمع لأحزاب شيعية موالية لطهران اختار السوداني لتولي هذا المنصب، ألا يقوضوا منصب رئيس الوزراء وسط اتهامات بتجسس مكتبه على مسؤولين وسياسيين عراقيين كبار، مؤكدا أن الاستقرار في العراق أمر حيوي وسط حالة العنف التي تشهدها المنطقة.

وكشف مشرعون ومؤسسات إعلامية كبرى النقاب عن اتهامات التجسس هذه الشهر الماضي وهو ما أثار ضجة في العراق وهو ما نفاه مستشارون للسوداني.

ويقول موالون ومراقبون مستقلون إن المعارضين السياسيين لرئيس الوزراء السوداني أثاروا هذه الاتهامات في محاولة لإضعاف شعبيته قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل وتقول الأحزاب التي تعارضه إن الاتهامات خطيرة.

وفتحت السلطة القضائية في العراق تحقيقا في هذا الأمر تحت إشراف فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى، فيما قال بعض المسؤولين العراقيين إن نتائج التحقيق قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل رئيس الوزراء.

ويواجه السوداني تحديات كبيرة في فترة حساسة تسبق الانتخابات إذ يسعى إلى إعادة بناء الاقتصاد المتضرر من الصراعات التي شهدها العراق على مدى عقود. وفي الوقت ذاته، عليه أن يوازن بين تأثير الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران والتفاوض على خروج القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق ومن بينها وحدة عسكرية أميركية متمركزة هناك منذ سنوات.

وجدد الإطار التنسيقي في أعقاب اجتماع عقده منذ نحو أسبوعين دعمه للسوداني ونفى القيادي في التحالف علي الفتلاوي في تصريح لموقع “شفق نيوز” الكردي الدفع باتجاه إقالته والتوجه نحو انتخابات مبكرة.

وقال رناد منصور من مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث في لندن إن “إيران ترغب في تهدئة التوتر في العراق قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في عام 2025، وذلك لأن الخلافات الداخلية تتحول في كثير من الأحيان إلى أعمال عنف”.

وأضاف أن “إيران تمر بوقت حرج لأنه بينما تحاول الرد على العدوان الإسرائيلي، تتقاتل الفصائل في العراق بطريقة تسبب زعزعة للاستقرار. وآخر ما تريده طهران في الوقت الراهن هو فوضى سياسية في العراق”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها قاآني في العراق في وقت الأزمات، إذ طلب في فبراير/شباط من الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في العراق وقف الهجمات على القوات الأميركية بعد أن أدت ضربة شنها فصيل على قاعدة تابعة للولايات المتحدة في الأردن على الحدود الغربية للعراق إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين ولم تقع أي هجمات لعدة أشهر بعد ذلك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى