قطر تنقض “اتفاق العلا” وتوجه إعلامها للإساءة لجيرانها
بعد عقد اتفاق العلا بالمملكة العربية السعودية، تفاءل الجميع بعودة قطر إلى حضنها الخليجي والعربي، وأنها ستكف عن ممارساتها العدائية تجاه جيرانها. إلا أن تفاؤلنا كان ساذجا، حيث إن قطر لم تتغير، وذلك يظهر من خلال ذراعها الإعلامية المتمثلة في قناة “الجزيرة”.
التحريض ضد السعودية
وواصلت الإمارة الصغيرة سياساتها المعادية لدول المنطقة من خلال قناتها الجزيرة، وشواهد ذلك كثيرة، قبل اتفاق العلا وبعده. لعلنا نستحضر هنا حدثين مهمين حدثا قبل أشهر قليلة؛ الأول استضافة حزب الله اللبناني مؤتمرا في الضاحية الجنوبية من بيروت حشد فيه ما أسماه المعارضة في الجزيرة العربية. الذي كان موجها للإساءة إلى الشقيقة السعودية بشكل أساسي، والتحريض على أعمال العنف في أراضيها. وكذلك التحريض ضد بقية دول الخليج العربي للعبث بأمنها واستقرارها السياسي، وعملت حينها قناة الجزيرة على التغطية الإعلامية للمؤتمر نكاية بالسعودية.
ويأتي الموقف الاستفزازي الذي تبنته قطر بعد جولة قام بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لزيارة دول مجلس التعاون الخليجي. قبل انعقاد قمة التعاون الأخيرة في الرياض في ديسمبر الماضي. من بينها زيارة الأمير محمد بن سلمان لقطر، واجتماعه بالأمير السابق لقطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي يصف قناة الجزيرة دائما بأنها تاج على رأس قطر.
التحريض ضد الإمارات
أما الحدث الثاني فكان بعد تعرض الإمارات لهجمات إرهابية حوثية-إيرانية، حيث فتحت القناة القطرية الهواء مباشرة للقيادي البازر في مليشيا الحوثي “محمد البخيتي” لأكثر من ساعة. احتفى خلالها الإرهابي الحوثي بالضربة وأكد أنها موجعة وأنها مجرد بداية. وقد ختم تصريحه بالتأكيد أن العملية العسكرية مازالت مستمرة.
البخيتي يعتبر ضيفا دائما على الجزيرة، حيث تتيح له القناة منبرها لتوجيه التهديدات إلى السعودية والإمارات.
ولم تكتف الجزيرة باستضافة البخيتي فقط، بل استضافت أيضا خبراء عسكريين يعادون الإمارات والسعودية ويدورون في فلك الأجندات الإيرانية في المنطقة. وأعادت السياسة الإعلامية لقطر تجاه بلدان خليجية مسار المصالحة إلى مربع الشكوك والأسئلة. حيث انتقد وانتقد إعلاميون ومغردون التغطية الإعلامية لشبكة الجزيرة للهجمات الإرهابية الحوثية-الإيرانية ضد الإمارات، واعتبروها تضخيما للحدث، فيما اعتبرها آخرون تندرج تحت بند تقديم خدمات إعلامية لمليشيا الحوثي.
ومازالت قطر، عبر أبواقها الإعلامية، تدعم كل الجهات المعادية لدول الخليج وتصوب سهامها المسمومة باستمرار ضد السعودية والإمارات والبحرين… تماماً مثلما كانت تفعل قبل اتفاق المصالحة في العلا، حيث لم يتغير أي شيء في السياسة الخارجية القطرية. ولم يتغير شيء في السياسة الإعلامية المعادية للدول العربية.