كاتس يدعو لإدارة أمنية إسرائيلية لغزة بعد الحرب
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة مع الحرية الكاملة للعمل في القطاع بعد هزيمة حماس، مضيفا أن السيطرة على القطاع ستكون “بالضبط كما هي في الضفة الغربية”، حيث تقوم وبشكل متكرر باقتحامات وعمليات عسكرية.
ويعتبر حكم غزة بعد الحرب من الأمور غير المحسومة وهو موضع خلاف خلال المفاوضات بين الجانبين.
وقال كاتس “لن نسمح لأي إرهابي بتنظيم نفسه ومهاجمة البلدات والمواطنين الإسرائيليين من غزة”، مضيفا “لن نسمح بالعودة إلى الواقع الذي كان سائدا قبل مذبحة السابع من أكتوبر”، في إشارة إلى هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي قتل فيه نحو 1200 إسرائيلي وخطفت فيه الحركة العشرات من الإسرائيليين.
ولا يزال أحد الأسئلة المركزية التي لم تُحسم بعد في اليوم التالي للحرب هو ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيسمح لعشرات الآلاف من النازحين من غزة بالعودة إلى منطقة جباليا التي دمرت في معظمها أثناء القتال، أو ما إذا كان سيتم منعهم من العودة، وهو ما حدث بالفعل مع ملايين النازحين من غزة الذين انتقلوا إلى الجنوب.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الثلث الشمالي من قطاع غزة سيصبح معزولا وسيبقى في معظمه خاليا من السكان، وفقا لقرار الحكومة.
وأضاف كاتس في منشور له عبر حسابه على منصة إكس “بعد القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم في غزة، ستكون لإسرائيل السيطرة الأمنية على غزة مع حرية كاملة” لقواتها، مشيرا إلى أن هذا “موقفه الشخصي”.
ولطالما عارض وزير الدفاع السابق يوآف غالانت أن تبقي إسرائيل سيطرتها على المدى الطويل على غزة التي انسحبت منها في العام 2005 بعد عقود من الحكم المباشر.
وفي مايو/ايار الماضي، قال غالانت إنه “لن يوافق على إقامة إدارة عسكرية إسرائيلية في غزة”، مضيفا حينها “يجب ألا يكون لإسرائيل سيطرة مدنية على قطاع غزة” داعيا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وضع خطة لما بعد الحرب.
لكن في نوفمبر/تشرين الثاني، أقال نتنياهو غالانت بعد خلافات حول سياسات الحرب وقام بتعيين كاتس الذي شغل سابقا حقيبة الخارجية. ويرى محللون أن الأخير أكثر توافقا مع رئيس الوزراء.
وذكر موقع واي نت العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت أنه علم من مصادره أن القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي تنوي ترك البنية التحتية التي تم إنشاؤها في الأشهر الأخيرة في غزة والتي ستمتد من الحدود مع إسرائيل حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط. والغرض من ذلك هو منع عودة المدنيين إلى المناطق القريبة من البلدات الحدودية الإسرائيلية.
وإذا حدث هذا السيناريو، فهذا يعني أن إسرائيل اعتمدت ما يسمى “خطة الجنرالات” التي تدعو إلى إبقاء المنطقة أو شمال غزة خالية من السكان وتحت السيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي لمنع قدرة حماس على إعادة تأهيل نفسها كقوة حاكمة.
ووفقا لواضعي الخطة، فإن الحركة الفلسطينية لن تتمكن من فرض حكمها إلا إذا تمكنت من السيطرة على السكان المدنيين وذلك في المقام الأول من خلال توفير المساعدات الإنسانية. وإذا لم يكن هناك بديل لحماس كهيئة حاكمة، فإنها سوف تبقى على قيد الحياة مرة أخرى. وحتى الآن رفضت إسرائيل السماح للسلطة الفلسطينية بتولي الحكم المدني في غزة، الأمر الذي يجعل السيطرة العسكرية للجيش الإسرائيلي هي الخيار الوحيد لضمان الأمن على طول الحدود.
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن نحو مائة من عناصر حماس ما زالوا موجودين في جباليا والمناطق المحيطة بها شمال غزة. وتعتقد إسرائيل أيضا أن عددا قليلا من المدنيين سيبقون هناك، ومعظمهم تحت حماية المناطق الإنسانية. وقال قائد عسكري إسرائيلي “بعد أن قصفنا المنطقة، دخلت قواتنا لتجد مبنى لم يلحق به أذى وكان بداخله نحو عشرين امرأة وطفلا”.